أشهرٌ قليلة مرت على اعتزال المدرب الألماني يورغن كلوب لعالم تدريب كرة القدم، تسع سنوات تقريباً قضاها الألماني المخضرم في آنفيلد رود ملعب ليفربول صانعاً للكثير من الذكريات الجميلة مع جماهير النادي الإنجليزي، المدرب الذي أعاد لقب الدوري الإنجليزي إلى خزائن النادي بعد أن غاب لأكثر من ثلاثين عامً، ثلاثة عقود كاملة انتظر فيها جماهير الريدز أن يأتي من يكون قادراً على تحقيق تلك الأمنية، بالأغنية الشهيرة من تلك المدرجات والتي تقول “لن تمشي وحيداً أبداً” استطاعت تلك الجماهير أن تعيد لقب الدوري الإنجليزي إلى دارها، لم يعيد يورغن كلوبلقب الدوري فقط، لقب دوري الأبطال الذي غاب من نهائي أسطنبول عام 2005، والكثير من الإنجازات الأخرى.
اقرأ أيضاً: نجم برشلونة الجديد يواجه مشكلة غامضة
هذه الرحلة الجميلة انتهت عندما أعلن يورعن كلوب أنه غير قادر على الاستمرار أكثر بهذه المهمة، وعلل يورغن كلوب سبب اختياره ترك النادي هو أنه بدأ يشعر بالضغط الرهيب، أن طاقته بدأت تنفذ بعد عشر سنوات من تأدية واجبه في آنفيلد وتقديم كل مايملك لصنع أرث خاص باسمه مع هذه الجماهير الوفية للون الأحمر رغم كل ما مر به النادي من خيبات قبل وصول يورغن، أما عن العمل القادم ليورغن كلوب وعودته لكرة القدم بعد اعتزال التدريب فسيعود المخضرم الألماني لكرة القدم لكن من باب الإدارة، وسيتولي منصب مدير كرة القدم في مجموعة ريدبول الرياضية لكرة القدم بدايةً من 1 من كانون الثاني من عام 2025، وذلك في أمور تشمل التدريب وتطوير اللاعبين والانتقالات التي تجريها كل أندية المجموعة، وتملك الشركة أندية آر بي لايبزيغ الألماني وريد بل سالزبورغ النمساوي ونيويورك ريد بولز الأمريكي وريد بل براغانتينو البرازيلي، كما تملك حصة أقلية في نادي ليدز يونايتد الإنجليزي.
اقرأ أيضاُ: ريال مدريد ومشكلة أنشيلوتي القادمة
يمتلك يورغن كلوب خبرة كبيرة بإدارة كرة القدم، المدرسة الألمانية التي تخرج منها هذا الرجل تبني مبادئها على تعزيز قيم كرة القدم في مدارسها، وتعزيز أن تتم عملية اختيار اللاعبين ضمن معايير ثابتة وهي أن يكون اللاعب يمتلك هامشاً كبيراً ليكون قادراً على التطور مع الوقت تحت أي مدرب وعملياته، من أبرز سمات كلوب التكتيكية هو اعتماده على الضغط العالي، وهو أسلوب يقوم فيه الفريق بالضغط المكثف على الخصم فور فقدان الكرة، بهدف استعادتها بسرعة وفي مناطق متقدمة من الملعب، هذه الاستراتيجية تجعل الفرق التي يدربها كلوب تهاجم بشكل جماعي وتمنع الخصم من بناء الهجمات بهدوء، يعتمد هذا الأسلوب على السرعة الكبيرة، التحرك المستمر، والعمل الجماعي، حيث يتعاون اللاعبون للضغط على حامل الكرة ومنع التمريرات المفتوحة.
اللعب الهجومي المكثف، يعتمد كلوب على أسلوب لعب هجومي سريع ومباشر، حيث يفضل الهجمات السريعة والتحول من الدفاع إلى الهجوم في وقت قصير، هذه السرعة في نقل الكرة تجعل فريقه دائماً يشكل خطراً على المنافسين عند استعادة الكرة، وغالباً ما تكون الفرق التي يدربها تعتمد على الأجنحة الهجومية والتمريرات العمودية، مع تشجيع اللاعبين على استغلال الفراغات والتمركز بطرق غير تقليدية لإرباك دفاعات الخصم، أما عن الانضباط التكتيكي، رغم أسلوبه الهجومي المكثف، فإن كلوب يحرص على أن يكون فريقه منضبطاً تكتيكياً، يتمتع اللاعبون في فريقه بقدرة على الالتزام بمراكزهم والقيام بأدوارهم الدفاعية والهجومية على حد سواء، يتم تحفيظ اللاعبين أدوارهم بدقة، بحيث يكون لديهم فهم كامل لكيفية تطبيق الضغط الجماعي أو الدفاع المتماسك، كلوب يعتمد بشكل كبير على العمل الجماعي ويعتبر من المدربين الذين يولون اهتماماً كبيراً للروح الجماعية بين اللاعبين، يركز على خلق أجواء إيجابية داخل غرفة الملابس، ويبني علاقات قوية مع اللاعبين، ما يساهم في جعل الفريق وحدة واحدة متماسكة، يمتاز بتطوير العلاقة بين اللاعبين سواء على أرض الملعب أو خارجها، وهو يؤمن بأن النجاح يأتي من الانسجام الكامل بين جميع أعضاء الفريق.
اقرأ أيضاً: بارك جي سونغ.. أين اختفت دبابة مانشستر يونايتد!
الألماني معروف بقدرته على تطوير اللاعبين وإخراج أفضل ما لديهم. العديد من اللاعبين الذين عملوا تحت قيادته تطوروا ليصبحوا من بين الأفضل في العالم، مثل محمد صلاح، ساديو ماني، وروبيرتو فيرمينو، كما أنه يجيد العمل مع الشباب واللاعبين الصاعدين، حيث يمنحهم الفرصة للعب والتطور تحت قيادته.
