مدينة القاهرة الترفيهية.. كافتيريا تحاكي الآثار المصرية
فلسطين – عبدالله عمر
القاهرة وسط غزة، هذه ليست مقولة تعبر عن الأخوة الفلسطينية المصرية، إنما هي واقع يتجسد على الأرض، وأنت تشاهد أهم معالم مدينة القاهرة المصرية على أرض مدينة رفح الفلسطينية.
ولع فلسطيني بمصر وأرضها وشعبها دفع الشابين وسام مكاوي، ونضال الجرمي، إلى تحويل الفكرة التي طالما راودتهم حلماً، إلى واقع حقيقي على الأرض، بعدما حصلا على قطعة صغيرة من الارض وحولا ملامحها الى مدينة مصغرة لمعالم قاهرة المعز القديمة.
ولا يستطيع الزائر لذلك المكان تخيل انه في مكان اخر غير مصر التي عرفناها جميعا سواء من خلال زيارتنا لها او من خلال الصور والفيديوهات التي تعلقنا بها ونحن صغار، ، حيث يُشاهد الزائر لها بالحضارة المصرية تمتزج بأرض فلسطين، دلالة على عمق العلاقة التاريخية بين الشعبين المصري والفلسطيني
“مدينة القاهرة”الترفيهية، هو الاسم الذي اختاره الصديقان وسام ونضال للمكان الذي افتتحاه منذ فترة بسيطة، على مساحة 3 دونمات بدأنا العمل فيها منذ عدة أشهر،وكلهم أمل أن يصبح المكان قبلة لكل عاشقي مصر وترابها، والمشتاقين من أبناء غزة لزيارة الأراضي المصرية وحالت بينهم وبينها ظروف إغلاق المعابر والحدود.
نضال الجرمي الذي عرف بتصميم مصغر مشابهه أقامه قبل أعوام على سطح منزله، الذي يعشق مصر حتى وصل به الحال لأن يطلق على أحد أطفاله اسم “مصراوي” دلالة على حبه وتعلقه الكبير بدولة مصر الشقيقة، التي زرع حبها بقلبه والده وجده منذ أن كان في سن الطفولة.
ونظرا لإعجاب الجميع بما قام به نضال بدأ بالتفكير في توسعة الفكرة وتطويرها، حتى تمكنا صاحبا المكان، إنشاء مدينة القاهرة المصغرة، لكي يشعر الزائر للمكان الذي يأتي من شمال القطاع، أنه مُسافر إلى مصر، حيث تم تصميم المكان والبوابة الخارجية على شكل بوابة معبر رفح البري من الجانب المصري.
وأوضح أن الجرمي صمم الكافتيريا على هذه المساحة وبدأ برسم هذه المجسمات وبناءها من أجل تجسديها على أرض الواقع حيث تم تجسيد الأهرامات بطول 9 أمتار وبرج القاهرة بطول 15 مترا، كما تم بناء مسجد الحسين وهو مصلى صغير تقام فيه الصلاة، كما ضم المكان صالون حلاقة باسم “محمد الصغير”، وصمم ليحاكي شبيهه في القاهرة، ويقدم خدماته للزبائن بطريقة مصرية.
وأشار إلى أنه مع صديقه استعانا بمجموعة من الأصدقاء ممن لهم معرفة بأمور التصميم والبناء، وابديا اهتماما فائقا بدراسة كافة التفاصيل ليخرج المشهد العام لائقا بتاريخ مصر العريق واثارها التاريخية.
وحول اختيار المكان يقول وسام مكاوي : كان في اختيار المكان بمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، دلالة اخرى، حيث تعتبر الأرض المقامة عليها المدينة الترفيهية وعلى مقربة من الحدود الفلسطينية المصرية، ولا يفصلها عن الاراضي المصرية سوى أمتار قليلة، ” في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة رفح أقصى جنوب القطاع (تبعد 550 كيلو عن القاهرة).
ويضيف: دار الأوبرا المصرية، وتمثال أبو الهول، والأهرامات، وقهوة أم كلثوم، ومسجد الحسين، وكافتيريا نعمة الشهيرة وسط القاهرة، كلها معالم نقلناها بايدي فلسطينية حبا وعشقا وولعا بمصر الوطن الام، والدولة الحاضنة لفلسطين واهلها على مدار التاريخ الانساني.
وسام الذي شارك نضال الحلم فيقول ومن خلفه مجسم أبو الهول والأهرامات المصرية: حاولنا على قدر استطاعتنا ووفق الامكانيات المادية المحدودة المتوفر لدينا محاكاة اهم معالم مدينة القاهرة التي نحبها ونتمنى زيارتها دائما كما اعتدنا منذ كنا صغارا، وتعلقت بأذهاننا، ونحاول اليوم نقل الصور لمن لم يشاهد القاهرة الحقيقية.
وبين وسام إلى أنهم يحاول ان يصبغوا الطابع العام ليصبح مصرياً بامتياز من خلال طاقم عمل أصوله مصرية، وكذلك التعامل بالعملة المصرية داخل المكان، من خلال وجود بنك بالمدينة يتم من خلاله استبدال العملة من الشيكل إلى الجنيه المصري.
وكشف وسام أنه الكافتيريا افتتحت رسميا ليلة عيد الفطر بعد شهر رمضان المبارك
وأوضح أن الدخول للكافتيريا سيكون بمبلغ رمزي وأن الطلبات في داخلها ستكون رخيصة الثمن تكون في متناول الجميع، مشيراً إلى أن التذكرة عبارة عن مجسم لجواز السفر الفلسطيني الذي سيتم ختمه من قبل إدارة الكافتيريا إيذانا بالدخول، كأنك تسافر إلى مصر فعليا، على حد تعبيره.
ويأمل وسام أن يتمكن من توسعة المكان وتطويره على مساحة أكبر وإنشاء أبينة ومجسمات جديدة كميدان رمسيس والكورنيش وقصر النيل، حتى يتمكن الزائر من مشاهدة كافة المعالم الأثرية المشهورة في مصر.