تظهر الأرقام الحديثة أن عدد المهاجرين الذين وصلوا أراضي المملكة المتحدة بلغ 745 ألف شخص في عام واحد وتحديداً 2022، وهو أعلى بكثير مما كان عليه في السابق.
مكتب الإحصاءات الوطنية أكد أن الفرق بين عدد الأشخاص القادمين للعيش في المملكة المتحدة وأولئك الذين يغادرون لعام 2022 بلغ 606 آلاف، أي أقل بمقدار 139 ألفًا من الرقم الحقيقي.
موقف الحكومة البريطانية من الهجرة
من جانبه، أكد رئيس الوزراء ريشي سوناك أن الهجرة تشكل ضغوطًا غير مستدامة وتضيق الخناق على الطلاب الذين يصلون إلى المملكة المتحدة، موضحاً أن الحكومة البريطانية ستتخذ المزيد من الإجراءات القانونية لصد تلك الظاهرة في الفترة المقبلة.
عدد سكان إنجلترا وويلز كان قد شهد نمواً يقدر بنحو 1% في يونيو 2022، وهو أسرع معدل منذ طفرة المواليد في الستينيات، ولكن هذه المرة كان الدافع وراء ذلك هو الهجرة.
فئات المهاجرين الذين وصلوا بريطانيا
لكن خلال الفترة الأخيرة انخفض عدد المهاجرين إلى 672 ألف شخص، بعد أن جاء 1.2 مليون شخص للعيش في المملكة المتحدة، وغادر منهم 508 آلاف شخص.
وكانت الغالبية العظمى 968 ألف من الوافدين من دول خارج الاتحاد الأوروبي.
والطلاب يشكلون أكبر مجموعة من المهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي، وهو ما حدث أيضًا في العام 2022.
تغير مستويات الهجرة إلى بريطانيا والاسباب
التغير الملحوظ في الهجرة جاء منذ عام 2021 بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عندما انتهت حرية الحركة لمواطني الاتحاد الأوروبي، وتخفيف قيود السفر بعد الوباء والحرب في أوكرانيا.
في هذا الجانب، يؤكد وزير الداخلية جيمس كليفرلي أن الحكومة ما زالت ملتزمة بخفض مستويات الهجرة القانونية مع التركيز أيضا على إيقاف القوارب، في إشارة إلى قضية الأشخاص الذين يعبرون القناة الإنجليزية بشكل خطير ضمن قوارب صغيرة.
وأشار كليفرلي قائلاً:
“إن أكبر محركات الهجرة إلى المملكة المتحدة هم الطلاب والعاملون في مجال الرعاية الصحية، وهم شهادة على قطاع جامعاتنا الرائد عالميًا وقدرتنا على استخدام نظام الهجرة لدينا لتحديد أولويات المهارات التي نحتاجها”.
كما يوضح كليفرلي أن المملكة المتحدة استقبلت أكثر من نصف مليون شخص عبر الطرق الإنسانية، معظمهم من هونغ كونغ وأوكرانيا وأفغانستان، على مدى العقد الماضي.
لكن بذات الوقت يؤكد كليفرلي أن الحكومة البريطانية ما زالت بحاجة إلى خفض الأعداد عبر تشديد الإجراءات القانونية وحرس الحدود.
في المقابل، ينتقد حزب العمال الحكومة بسبب تكلفة استخدام الفنادق لإيواء طالبي اللجوء الذين يشكلون نسبة ضئيلة من إجمالي المهاجرين.
أماكن إقامة اللاجئين في بريطانيا
كما أظهرت أرقام وزارة الداخلية، التي نُشرت مؤخراً، أن استخدام الفنادق وصل إلى مستوى قياسي في سبتمبر 2023، على الرغم من الانخفاض الطفيف في عدد طلبات اللجوء المتراكمة.
وكان هناك 56.042 شخصًا في أماكن إقامة بالفنادق، بينما كان 58.444 لاجئاً في أماكن إقامة متفرقة.
في الوقت الحالي يقدر عدد سكان إنجلترا وويلز بـ 60.2 مليون نسمة منتصف عام 2022، بزيادة قدرها نحو 578 ألف نسمة منذ عام 2021.