في خضم الحملة الانتخابية البريطانية، تعرض حزب المحافظين البريطاني لانتقادات حادة بسبب تعامله مع مزاعم الإسلاموفوبيا داخل صفوفه.
فقد أعلن رئيس حزب المحافظين البريطاني سايمون هارت عن تعليق عضوية النائب لي أندرسون، الذي كان نائبًا لرئيس الحزب حتى يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أن رفض الاعتذار عن تصريحاته التي اتهم فيها عمدة لندن صادق خان والمسلمين بالسيطرة على المدينة.
وكان السيد أندرسون قد أجرى مقابلة مع ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمعروف بآرائه اليمينية المتطرفة، وقال فيها إن “الإسلاميين” “سيطروا” على السيد خان، وأن لندن أصبحت “تحت سيطرة الإسلام فوبيا”.
وأضاف أنه يجب على البريطانيين “الاستيقاظ” و”التصدي” لهذا التهديد.
وأثارت هذه التصريحات غضبًا واسعًا في الأوساط السياسية والمجتمعية، ووصفها السيد خان بأنها “عنصرية” و”مقززة”، وطالب بإجراء تحقيق عاجل في الإسلاموفوبيا داخل حزب المحافظين.
وانضم إليه في هذا المطالبة عدد من أعضاء البرلمان من حزب العمال، الذين أرسلوا رسالة إلى رئيس الوزراء ريشي سوناك، يحثونه على إزالة السوط عن السيد أندرسون وعن الوزيرة السابقة ليز تروس، التي أشادت بتومي روبنسون، الناشط اليميني المتطرف والمناهض للإسلام.
وفي بيان صادر عنه، قال السيد هارت إن السيد أندرسون “رفض الاعتذار” عن تعليقاته، وأنه “لم يكن لديه خيار سوى تعليق سوط المحافظين منه”.
وأكد أن حزبه “لا يتسامح مع أي شكل من أشكال العنصرية أو التمييز”، وأنه “يعمل بجد لتعزيز الاندماج والتنوع في المجتمع البريطاني”.
ومن جانبه، قال السيد أندرسون إنه “لا يندم” على تصريحاته، وأنه “يقف بجانبها”.
واعتبر أن قرار تعليق عضويته هو “انتقام سياسي” من قبل السيد سوناك، الذي كان يخالفه في بعض القضايا، مثل مشروع قانون ترحيل رواندا، الذي يهدف إلى تسهيل ترحيل طالبي اللجوء إلى الدول الأفريقية.
وقال إنه سيواصل العمل كنائب مستقل، وأنه لا يخشى من خسارة مقعده في الانتخابات.
وتأتي هذه الأزمة في وقت تشهد فيه بريطانيا حملة انتخابية محتدمة، تسبق الانتخابات العامة المقررة في مايو/أيار المقبل.
ويتنافس فيها حزب المحافظين، الذي يحظى بتأييد كبير في استطلاعات الرأي، مع حزب العمال، الذي يحاول استعادة ثقة الناخبين بعد خسارته الكبيرة في عام 2019.
ويعتبر ملف الهجرة واللاجئين أحد القضايا الحساسة والمثيرة للجدل في الحملة، إلى جانب الاقتصاد والصحة والتعليم والبيئة.