الدرعية أرينا هو المشروع الأخير التي كشفت عليها مدينة الدرعية، فلعبت هذه المدينة دورًا محوريًا في التاريخ السياسي للمملكة العربية السعودية، كونها كانت عاصمة الدولة السعودية الأولى التي ساهمت في إرساء دعائم الدولة وأسس العقيدة منذ نشأتها.
وقد أدى اندثار عمران الدرعية في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي إلى جعلها مهجورة في معظم أجزائها.
دفع ذلك القيادة السعودية إلى إصدار الأوامر الملكية للحفاظ على التراث العمراني في المدينة وتطويره بما يتناسب مع الخطط والرؤى التي تم وضعها في رؤية 2030 وغيرها من البرامج التطويرية التي تهدف إلى جعل المملكة وجهة للترفيه والسياحة على مستوى العالم.
وعليه، صدرت الموافقة السامية في 17 جمادى الآخر 1419هـ على برنامج تطوير الدرعية التاريخية، وتوكلت الهيئة الملكية لمدينة الرياض مسؤولية تنفيذ هذا البرنامج، وتشكيل لجنة تنفيذية لتطوير الدرعية في إطار الهيئة.
تضمنت أهداف البرنامج:
- تحويل المناطق الأثرية والتراثية في الدرعية إلى مركز ثقافي وحضاري رئيسي على المستوى الوطني.
- اتخاذ أحياء الدرعية التاريخية والقديمة نواةً ومحورًا للتطوير العمراني والثقافي.
- تحقيق التنمية المستدامة من خلال المحافظة على المقومات البيئية الطبيعية.
- تشجيع الاستثمارات الخاصة للمشاركة في برنامج التطوير.”
اقرأ أيضاً: الدرعية تحدث ثورة في عالم الترفيه والثقافة على مستوى الشرق الأوسط
الإعلان عن مشروع الدرعية أرينا
في إطار العمل المتكامل لتطوير مدينة الدرعية، تم تدشين العديد من المشاريع التنموية والترفيهية، وإقامة المهرجانات الترويجية والسياحية.
وكان آخر هذه المشاريع هو الكشف عن تصاميم “الدرعية أرينا” خلال مشاركة شركة الدرعية في معرض “MIPIM” العقاري في فرنسا، بحضور وزير الاستثمار البريطاني اللورد دومينيك جونسون.
وستكون “الدرعية أرينا” واحدة من أهم وأكبر المواقع الترفيهية والثقافية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تبلغ مساحتها 76 ألف متر مربع وتتسع لـ 20 ألف مقعد.
وتأتي “الدرعية أرينا” كجزء من سلسلة المشاريع العالمية التي يجري تنفيذها في الدرعية لتحويلها إلى وجهة ثقافية وترفيهية وسياحية عالمية.
ويهدف هذا المشروع إلى تنويع الاقتصاد الوطني، وتعزيز المشهد الترفيهي في المملكة، وتسليط الضوء على الحياة الثقافية والفنية في الدرعية، جوهرة المملكة العربية السعودية.”
أهمية عالمية
يهدف المشروع الجديد إلى إقامة مكان متقدم تكنولوجياً وذي أهمية عالمية، وهو إلى ذلك يأتي تجسيداً لصميم البيئة المحيطة والجيولوجيا والثقافة.
ويندرج هذا المكان ضمن مخطط ضخم بميزانية قدرها 63.2 مليار دولار أمريكي مخصصة لإعادة رسم معالم هذه المنطقة التاريخية.
اقرأ أيضاً: الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى وشاهد على الإرث الثقافي التاريخي الغني للمملكة
مفاهيم فريدة
تُجسّد التصاميم التي قدمتها شركة «HKS» العالمية لمشروع «الدرعية أرينا»، أحد مكونات المخطط الرئيس بقيمة 63.2 مليار دولار، مزيجًا مبتكرًا من المفاهيم الفريدة والأفكار الاستثنائية.
وتستلهم هذه التصاميم تفاصيلها من البيئة الطبيعية والثقافة الأصيلة والهندسة المعمارية النجدية، وتتماشى مع أهداف المشروع متعدد الاستخدامات.
وتهدف هذه التصاميم إلى إعادة تعريف العروض الثقافية والفنية والفعاليات الرياضية في المنطقة، وفقًا لمفاهيم التنمية المستدامة ومعايير جودة الحياة.
كما سيساهم المشروع في أن يكون علامة سياحية مميزة، تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم وتُغيّر مشهد الفعاليات في منطقة الشرق الأوسط.”
نمط الحياة الأصيل
أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة هيئة تطوير بوابة الدرعية، جيري انزيريلو، على أن الدرعية أرينا تُمثل عنصرًا محوريًا في مهمة الهيئة الرامية إلى المزج بين التقاليد والابتكار.
وأوضح انزيريلو أن المشروع يجسد نمط الحياة الأصيل في الدرعية، من خلال مزجٍ دقيقٍ بين تعزيز الدور المجتمعي والثقافة والتواصل الإنساني، ووضع معيارٍ جديدٍ للوجهات العالمية المتجذرة في التراث والثقافة العريقة.
وأشار انزيريلو إلى أن تصاميم الدرعية أرينا تستلهم خطوطها العريضة وتفاصيلها الدقيقة من العمارة النجدية التقليدية والبيئة الطبيعية المحيطة، مع تمتعها بمرونة كاملة في استغلال المساحات لاستخدامات متعددة، وسهولة وسلاسة الانتقال بين التكوينات المختلفة في غضون ساعات، مما يوفر المرونة لاستضافة مختلف الأحداث والفعاليات والعروض.