في قلب مدينة الدمام النابضة بالحياة، يتربع سوق الحب كشاهد على عراقة الماضي وحاضر مضيء.
رحلة عبر الزمن تمتد لثمانية عقود، تحكي قصة موروث شعبي أصيل يجذب إليه الزائرين من كل حدب وصوب، باحثين عن عبق الماضي وروائح الحاضر، وعن تجربة تسوق فريدة من نوعها.
تأسس سوق الحب عام 1943، ليصبح رمزًا للتراث الشعبي في المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية.
ومنذ ذلك الحين، ظل السوق وجهة مفضلة للسكان المحليين والسياح على حدٍ سواء، باحثين عن الحرف اليدوية والمنتجات المحلية، وتذوق المأكولات الشعبية، واستكشاف ثقافة غنية تنبض بالحياة.
تسمية سوق الحب في الدمام بهذا الاسم:
تناول الناس في الدمام العديد من الروايات حول سبب تسمية سوق الحب بهذا الاسم:
الرواية الأولى كانت عن وجود شاب يقيم داخل الحي الذي يجاور الشارع، ورأى ذلك الشاب فيلم مصري يطلق عليه “شارع الحب” للفنان عبد الحليم والفنانة صباح، وقد تأثر بأحداث ذلك الفيلم ليطلق بعد ذلك هذه التسمية على الشارع حتى بدأت هذه التسمية تتداول بين الناس وتنتشر.
وفي رواية أخرى كان الشارع فيما مضى مخصصاً لبيع الحبوب والمكسرات، أما اليوم يوجد فيه جميع مستلزمات التجهيز والتحضير للأعراس والحفلات والمناسبات، ولاسيما محلات الذهب في سوق الحب يذهب إليه كل من يرغب في الزواج لشراء ما يحتاجه، ولذلك سمي بسوق الحب لما للحب من بدايات كثيرة به.
وفي حين كانت الرواية الأخيرة تفسر سبب تسمية سوق الحب بأنه كان مكاناً لاجتماع العشاق بشكل عابر في مكان عام دون أن يشعر أحد.
أين يقع سوق الحب؟
يقع سوق الحب في شارع 11 جنوب شارع الملك عبد العزيز في الدمام.
كما أن الدخول للسوق مجاني للجميع، و يفتتح يومياً من الساعة الرابعة مساء إلى الساعة الواحدة صباحاً.
اقرأ أيضًا: سوق عكاظ .. وجهة تاريخية للسياحة في السعودية بنكهة عصرية
الأنشطة التي يمكن للزوار القيام بها في سوق الحب في الدمام:
يتيح سوق الحب للزوار فرصة الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة، تشمل:
- التجول في السوق: يمكن للزوار التجول في شارع الحب الرئيسي، واكتشاف المتاجر والمحلات المتنوعة، والتعرف على المنتجات التي تُباع في السوق.
- التسوق: يزخر السوق بتشكيلة واسعة من السلع، من العبايات والملابس والأزياء، إلى الذهب والمجوهرات، والأدوات المنزلية، والهدايا التذكارية، وغيرها الكثير.
- تناول الطعام: يضم السوق العديد من المطاعم الفاخرة التي تقدم أشهى أنواع المأكولات العربية والعالمية.
- السهر: يمتد النشاط في السوق حتى ساعات متأخرة من الليل، حيث تُضاء شوارعه بالموسيقى الحية وعروض الغناء، وتُباع المأكولات المحلية الشهية، ما يضفي عليه أجواء مميزة.
بالإضافة إلى بعض الأنشطة:
- تسوق الزوجات: يوفر السوق تشكيلة رائعة من العبايات ذات الجودة العالية، بالإضافة إلى الفساتين والملابس الأخرى التي تناسب جميع الأذواق.
- تجول العائلة: يمكن للعائلات الاستمتاع بتجربة تسوق ممتعة في السوق، حيث يمكنهم شراء أفضل أنواع الملابس لأطفالهم بأسعار مناسبة.
- تجول الأصدقاء: يعتبر السوق مكانًا مثاليًا لقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء، حيث يمكنهم التسوق وشراء الهدايا التذكارية، والاستمتاع بتناول الطعام في إحدى المطاعم.
- شراء الذهب والمجوهرات: يُعدّ سوق الحب وجهة مثالية لعشاق الذهب والمجوهرات، حيث يضم 120 محلاً تجارياً متخصصاً في بيع الذهب، مع تشكيلات فريدة ومتنوعة لا تجدها في أسواق أخرى.
- شراء الأدوات المنزلية: يوفر السوق جميع المستلزمات المنزلية التي تتعلق بالديكور والأدوات عالية الجودة.
- شراء هدايا تذكارية: يمكن للزائر شراء أجمل وأفخم الهدايا التذكارية لمن يحب، مثل العطور والملابس والمنتجات المميزة التي تمت صناعتها يدوياً.
اقرأ أيضًا: السعودية: سوق قابل وجهة تسوق عريقة في مدينة جدة
اعتراف رسمي
حصل سوق الحب في السابع عشر من ديسمبر عام 2019 على أول اعتراف رسمي باسمه وظهر ذلك في إعلان حكومي، وذلك بعد ستة عقود من التسمية الشعبية الغير معترف بها.
حيث كان هذا السوق يعرف في سجلات الأمانة بسوق “المنطقة المركزية” لكن ما لبثت أن خرجت عن طابعها الرسمي وتخلت عن التحفظات القديمة، لتنطلق فعالية تسويقية ترفيهية تراثية في “المنطقة المركزية” ولكن بالاسم المعروف به “سوق الحب”.
اقرأ أيضًا: تيرا مول الطائف: وجهة تسوق وترفيه عالمية ماذا تعرف عنه؟
مشروع تطوير سوق الحب في الدمام:
تسعى أمانة سوق الحب الشعبي في الدمام إلى إحياء وإعادة إعمار هذا السوق التاريخي المهم، وذلك من خلال تنفيذ خطة تطوير شاملة تهدف إلى:
- تعزيز مكانة السوق كمنطقة تراثية: سيتم التركيز على إبراز القيمة التاريخية والثقافية للسوق، وتعزيز هويته كموروث شعبي أصيل.
- تطوير البنية التحتية: سيتم إصلاح طرق المشاة، وتحسين إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتخفيف حركة السيارات والازدحام المروري في شوارع السوق الضيقة.
- تعزيز الأمن والأمان: سيتم اتخاذ خطوات لتحسين الأمن والأمان والسلامة في السوق، لضمان راحة الزوار وطمأنتهم.
- دعم الأسواق الشعبية: ستعمل الأمانة العامة على الاهتمام بالأسواق الشعبية داخل سوق الحب، ودعم أصحابها وتوفير بيئة عمل مناسبة لهم.