شهدت المملكة المتحدة مؤخراً موجة عنف وشغب واضطرابات استمرت لستة أيام وتفاقمت مع تغذيتها بمشاعر معادية للمهاجرين ومعلومات مضللة.
امتدت الاحتجاجات في بريطانيا إلى أكثر من عشرين مدينة، معظمها في شمال إنجلترا، حيث تحولت التجمعات إلى أعمال شغب، وأسفرت عن إصابة العشرات من رجال الشرطة واعتقال أكثر من 100 شخص.
ميدلزبره – Middlesbrough
في ميدلزبره، وضعت حشود نقاط تفتيش عنصرية، وتفتيش السائقين للتأكد من أنهم “بيض وإنجليز”.
كما تم توثيق الهجمات العشوائية على المنازل وتحطيم نوافذها باستخدام الطوب والحجارة.
وأسفرت هذه الأحداث عن اعتقال أكثر من 43 شخصاً، ولا تزال الشرطة تبحث عن المزيد من المشتبه بهم.
لاحقاً، امتدت مشاهد العنف إلى مدن أخرى مثل لندن “London”، ومانشستر “Manchester”، وهارتلبول “Hartlepool”، وليفربول “Liverpool”، وصولاً إلى سندرلاند “Sunderland”، حيث شهدت مدينة بليموث “Plymouth” أمسية عنيفة أصيب خلالها ثلاثة من رجال الشرطة.
وفي سياق الاضطرابات، برزت روذرهام كأحد أكثر المناطق تضرراً، حيث تجمع حوالي 700 شخص أمام فندق هوليدي إن “Holiday Inn” الذي يستخدم كمأوى مؤقت لطالبي اللجوء.
تعرضت الشرطة لهجمات بالحجارة والأخشاب، وتم إشعال النيران في حاوية قمامة ودفعها باتجاه نافذة مكسورة في محاولة لإشعال المبنى، ومع ذلك، تمكنت الشرطة من السيطرة على الوضع بسرعة.
وفي تامورث، تجمعت حشود خارج فندق هيلتون هوليداي إن “Hilton Holiday Inn” بعد انتشار شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول إيواء طالبي اللجوء في الفندق.
أدى التجمهر إلى أعمال عنف، حيث تمكنت الحشود من تحطيم النوافذ وإشعال حريق في الطابق الأرضي للمبنى، فيما كانت الشرطة تحاول السيطرة على الوضع.
وأصيب أحد رجال الشرطة بجروح خطيرة نتيجة استخدام قنابل مولوتوف وحجارة وأشياء أخرى تم إلقاؤها على قوات الأمن.
بلفاست – Belfast
في مدينة بلفاست “Belfast”، تصاعدت التوترات بين المتظاهرين المناهضين للهجرة والمناهضين للعنصرية، مما استدعى تدخل الشرطة لاحتواء الوضع.
ونُفذت عملية أمنية واسعة النطاق بعد تجمع مجموعة صغيرة من المتظاهرين المناهضين للإسلام أمام قاعة المدينة.
هارتلبول – Hartlepool
كانت مدينة “هارتلبول” من بين المدن التي شهدت تصاعداً في العنف خلال الأيام الأخيرة، حيث شهدت المدينة احتجاجات تحولت إلى اشتباكات مع الشرطة.
واندلعت الفوضى في المدينة بعد أن سيطرت مجموعات عنيفة على الاحتجاجات السلمية، مما أدى إلى وقوع إصابات بين رجال الشرطة والمتظاهرين على حد سواء.
في “ليفربول“، استمرت الاحتجاجات العنيفة لعدة أيام، حيث نزل المتظاهرون إلى الشوارع مطالبين باتخاذ إجراءات ضد ما وصفوه بـ “سياسات الهجرة الفاشلة”.
تحولت التظاهرات إلى أعمال شغب، واشتبك المحتجون مع الشرطة، مما أدى إلى إصابة عدد من رجال الأمن.
وأعربت السلطات المحلية عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف في المدينة.
سندرلاند – Sunderland
في “سندرلاند”، تواصلت أعمال الشغب العنيفة، وشهدت المدينة فوضى.
تجمعت الحشود في مناطق مختلفة من المدينة، ووقعت مواجهات عنيفة مع الشرطة التي كانت تحاول احتواء الوضع.
واستخدمت القنابل الحارقة والحجارة ضد قوات الأمن، مما أسفر عن إصابات وتدمير الممتلكات.
وهذه الأحداث أثارت قلقاً واسعاً بين سكان “سندرلاند”، الذين دعوا إلى إنهاء العنف وضبط النفس.
تحدي واستجابة وطنية
يشار إلى أن هذه الاضطرابات مثلت تحدياً كبيراً لحكومة رئيس الوزراء كير ستارمر “Keir Starmer”.
حيث أعلن “ستارمر” عن استجابة وطنية جديدة للتعامل مع الفوضى من خلال ربط قوات الشرطة عبر البلاد باستخدام الاستخبارات المشتركة وتوسيع استخدام تقنية التعرف على الوجه.