يزعم بحث جديد أن سلالة جديدة لفيروس شلل الأطفال قد تم تسريبه من قبل المختبر الصيني المرتبط بتسريب فيروس كوفيد، إذ يعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن المختبر الصيني قد سرب سلالة جديدة شديدة التطور من مرض شلل الأطفال عام 2014.
تشير دراسة جديدة أن سلالة شلل الأطفال هذه التي أصابت طفل يبلغ عمره أربعة سنوات، وسط تفشي فيروسي واسع في مقاطعة أنهوي الصينية، مطابق لـ 99% لمتغير شلل الأطفال الذي تم تخزينه على بعد 200 ملم، خلال نفس الفترة، في معهد ووهان لعلم الفيروسات سيء السمعة.
لا يستطيع الباحثون في معهد باستور الفرنسي تحديد مصدر هذه السلالة، الذي يُطلق عليها اسم WIV14 على وجه اليقين، لكنهم أصرو على أن هناك احتمالين يجب اكتشافهما، بما في ذلك فرصة نشوء شلل الأطفال WIV14 داخل معهد ووهان نفسه.
قال عالم الأحياء الجزيئية الذي تدرب في جامعة هارفارد، ريتشارد إبرايت، الذي لم يشارك في البحث، إنه تؤكد النتائج الحالة المروعة غير السليمة لأبحاث علم الفيروسات العالمي.
إذ قارن الباحثون في معهد باستور بين قوارير سلالات شلل الأطفال القديمة في منتصف القرن العشرين، في دراستهم الجديدة في محاولة لتتبع أصول حالة شلل الأطفال WIV14 غير الهادية في الصين، والتي تؤكد أنها غير سليمة.
ويشتبه باحثو باستور أن شلل الأطفال WIV14 الذي سماه علماء ووهان، والذي وثقّوا السلالة لأول مرة، قد تطور على الأرجح من سلالة الفيروس المحفوظة جيداً في الخمسينات، المستخدمة في إنتاج اللقاحات والإعدادات المعملية، كما أضاف قرب مختبر ووهان سيء السمعة من مقاطعة أنهوي.
إذا كان هذا صحيحاً، فإن أصحاب النظرية سينضمون إلى فرقة من الاحتجاج على ثغرات السلامة في مختبر الأمراض المعدية الذي تديره الدولة في الصين، إذ قطع البيت الأبيض برئاسة بايدن التمويل الأمريكي العام الماضي وسط تدقيق مستمر في مبنى الكابيتول هيل بشأن دوره في جائحة Couvid-19.
على الرغم من أن نظام التطعيم العالمي الذي تم تنفيذه على مدى أكثر من نصف قرن قد نجح إلى حد كبير في القضاء على آفة شلل الأطفال، فقد ازدهرت الحالات في مناطق الاحتجاز على مدى السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك باكستان وأفغانستان.
اقرأ ايضاً: معهد لمكافحة الأوبئة في بريطانيا خلال تفشي الوباء: الجمع بين وظائف الحماية والمرونة
ووفقاً لمنظمت الصحة العالمية الأمم المتحدة، فقد ظهرت 125 عيّنة إيجابية من شلل الأطفال في أفغانستان العام الماضي، والإعلان عن 34 حالة أخرى في عام 2024.
ولأول مرة منذ عقد من الزمن، تم إعادة إنتاج شلل الأطفال 85 في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2022، مع اكتشاف الفيروس في مياه الصرف الصحي أكثر من 70 مرة في اختبار dur x في نيويورك.
قارن الباحثون في معهد باستور الفرنسي الحمض النووي من الجينوم الكامل لإعلام شلل الأطفال WIV14 سلالة Saukett A المستخدمة في صنع العديد من لقاحات شلل الأطفال، وجدوا أن 70 نوكليوتيداً (nt) فقط تختلف بين السلالتين عبر الجينوم التي تحتوي على أكثر من سبعة آلاف من لبنات بناء الحمض النووي الأساسي.
وبسبب التشابه بين WIV14 و Saukett A من المحتمل أن العديد من تسريبات شلل الأطفال غير الموثقة حدثت في الماضي من منشآت تتعامل مع الكائنات الحية الكهروضوئية.
اقرأ ايضاً: نتيجة سوء معالجة شركة تايمز ووتر.. ارتفاع معدل التلوث بمياه الصرف الصحي
بينما حذر مدير معهد باستور الدكتور مايل بيسود الذي يدير مرض شلل الأطفال فريقه أنه كان من الممكن أن يظهر WIV14 بعد أن تم تداول سلالة كهروضوئية تم إطلاقها في اي مكان في العالم قبل أخذ عيناتها من الصين.
ومع ذلك، اقترح الدكتور مايل بيسود وزملاءه أن هناك نظرية واحدة تلقي فيها اللوم على الباحثين الطبيين في معهد ووهان لعلم الفيروسات WIV.
وفقاً لهذا السيناريو فإن التلوث المتبادل بين سلالتي شلل الأطفال في معهد ووهان يمكن أن تعطي إيجابية خاطئة، أي تسرب بسيط من فيروس Saukett A أدى إلى سلالة برية جديدة من WIV14 لدى طفل في عمر الأربع سنوات عام 2014.
وفي العودة إلى عام 2014، أُصيب طفل بعمر الأربع سنوات بعدى WIV14 وسط تفشي “مرض اليد والقدم والفم” في مقاطعة أنهوي وسط الصين، إذ يمكن الكشف عن كلا الفيروسين والتي تسمى أمراض معوية عن طريق تحليل البراز التي أسفرت عن نتائج شلل الأطفال غير المتوقعة لدى الطفل، وفقاً لذلك قال الدكتور بيسود أنه من الممكن أن الطفل أُصيب بمرض شلل الأطفال WIV14 سليل السلالة الكهروضوئية في الخمسينات من القرن الماضي.
وفقاً لهذه النظرية، قد يكون التسريب من أي مختبر في الصين، وليس بالضرورة من مختبر WIV بحسب الدمتور إبرايت مدير معهد Waksman لعلم الأحياء الدقيقة في جامعة Ebright lab Rutgers.
اقرأ ايضاً: مرضى السرطان يواجهون تأخيرات قاتلة مع إضراب الأطباء العامين في بريطانيا
رأي مختبر ووهان الصينية في الاتهامات الموجهة له
كان الباحثون في معهد ووهان لعلم الفيروسات ل مسببات الأمراض الخاصة والسلامة الحيوية في حيرة من أمرهم بسبب WIV14، لدرجة أنهم أبلغو عنها على أنها طفرة “عالية التطور” لسلالة أخرى محفوظة بالمختبر، سُميت على اسم الدكتور ألبرت سابين.
توصل علماء مختبر ووهان للفيروسات أن الطفل فعلاً أُصيب بطفرة جامحة في لقاح سابين 3 الفموي لشلل الأطفال OPV, وسلطت الضوء على مخاطر فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاح الجديدة VDPVs التي تسبب تفشياً.
ولكن كما أكد الدكتور إبرايت أنه لن يوافق مؤلفو الورقة الجديدة على النظرية السابقة التي طرحها علماء مختبر ووهان بأي شكل من الأشكال، وأنه بيغض النظر عن أي من الفرضيتين (التلوث المعملي أو إطلاق المختبر)، يجب فرض سياسة أكثر صرامة مع المختبرات الطبية التي تتعامل مع هذه الفيروسات المميتة، والمسببة لأمراض أخرى في أنحاء العالم.
اقرأ ايضاً: أمراض القلب دراسات طويلة الأمد تبشر بنتائج واعدة
