أعلنت جامعة كينجز كوليج في لندن عن منحة دراسية تحمل اسم الشهيد الفلسطيني الدكتور ميسرة الريس ، تكريماً لإسهاماته في مجال الصحة، وتستهدف دعم الطلاب الفلسطينيين المتفوقين الراغبين بإكمال دراساتهم العليا في تخصصات الصحة.
المنحة التي تم إطلاقها بالتعاون مع أسرة الشهيد وأصدقائه وزملائه في شهر آب الماضي، توفر للطلاب الفلسطينيين النازحين فرصة الحصول على درجة الماجستير في مجال الصحة أو العلوم، دون تحمل أي رسوم دراسية، والاستفادة من منحة معيشة بقيمة 20 ألف باوند، وسداد تكاليف التأشيرة والسفر.
وحددت الجامعة أولوية الحصول على المنحة للطلاب الفلسطينيين المقيمين في قطاع غزة أو الضفة الغربية، أو أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ويحملون وثائق سفر فلسطينية، داعية الراغبين في الاطلاع على تفاصيل المنحة إلى زيارة موقعها الإلكتروني: sanctuary@kcl.ac.uk
وأكدت الجامعة أن الغاية من المنحة تمكين الطلاب القادرين على إكمال نهج الدكتور ميسرة الريس في مجال السعي لتحسين الرعاية الصحية وضمان نتائج صحية أفضل للمجتمع، كرغبة منها في تخليد ذكرى الدكتور الشهيد، إذ عرضت أيضاً في الدور الأرضي لمبنى نيو هانتس هاوس في حرم غايز عملاً فنيّاً لشقيقته الفنانة فاطمة الريس.
والشهيد الريس من مواليد عام 1995، درس الطب في جامعة الأزهر في غزة وتخرج بتقدير امتياز عام 2018. شغل منصب رئيس الفرع الفلسطيني للاتحاد الدولي لجمعيات طلبة الطب خلال فترة دراسته، ومنسق مشروع لصندوق إغاثة أطفال فلسطين، إذ تكفل بتدريب طلاب الطب في مجال الإسعافات الأولية والطوارئ.
حصل الريس عام 2019 على منحة شيفننج أكمل من خلالها دراسة الماجستير في جامعة كينجز كوليج، وتخصص بصحة المرأة والطفل، تعرف خلال دراسته على زوجه لورا الحايك التي كانت تكمل الماجستير في مجال حقوق الإنسان في نفس الجامعة، ومع حصولهما على درجة الماجستير عام2022 قررا العودة إلى غزة والاستقرار هناك.
انضم الشهيد ميسرة الريس بعد عودته إلى غزة إلى منظمة أطباء العالم، وأسهم في تدريب الأطباء في مجال الطوارئ وتجهيز مراكز الرعاية الصحية الأولية لتكون مراكز لعلاج الإصابات.
ومع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كان الدكتور الفلسطيني من بين الآلاف الذين عانوا من ويلات الحرب والقصف الإسرائيلي للقطاع، وفي الخامس من تشرين الثاني وبعد أقل من شهر على بدء الحرب، كان الشهيد الريس ذاهباً ليطمئن على أهله، وبينما كان هناك، ألقت طائرة إسرائيلية قذائفها على البيت، ليستشهد هو وأبيه وأمه واثنتان من شقيقاته وعدد آخر من أفراد عائلته، وذلك بعد لقائهم لأيام عالقين تحت الأنقاض، وعجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم.
اقرأ أيضاً: د. دلال عريقات لأرابيسك لندن: الدبلوماسية خذلت الإنسانية، وإبادة سكان غزة هدفه تصفية القضية وتجريد الفلسطينيين من حقهم السياسي و القانوني في تقرير المصير!!
خبر استشهاد الدكتور ميسرة الريس الذي كان على موعد مع قدوم مولوده الأول، أثار ردود فعل عنيفة من بعض زملائه السابقين ومن أعضاء برامج المنح الدراسية الذين انتقدوا إخفاق الحكومة البريطانية في الإضاءة على المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
إذ غردت وزارة الخارجية بعد استشهاد الدكتور الريس على حسابها في منصة (X) معلنة أسفها لاستشهاده، ومقدمة تعازيها لأسرته وخريجي تشيفينينغ، لكنها لم تذكر أي تفاصيل عما حدث له، ما أثار حفيظة زملائه الذين اتهموا الحكومة بتجنب انتقاد العدوان الإسرائيلي.
وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت في شهر أيار من العام الجاري ارتفاع حصيلة شهداء المنظومة الصحية في قطاع غزة إلى 496 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، وأضافت أن حصيلة مصابي القطاع الصحي وصلت إلى 1500 جريح، بالإضافة إلى 309 أسرى.
وفيما يخص موظفي الأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 136 شخصاً يعملون لدى الأونروا، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه لم يتسبب أي صراع آخر في إلحاق هذا القدر من الضرر بموظفي الأمم المتحدة.
وفي 10 تشرين الثاني 2023، احتج العاملون في مجال الرعاية الصحية البريطانيون خارج داونينج ستريت، وذلك تخليداً لذكرى ما يقرب من 200 طبيب ماتوا خلال الحرب، وحملوا 189 لافتة تحمل كل منها اسم أخصائي الرعاية الصحية الذي فقد حياته في غزة. والتزموا دقيقة صمت، تلوا بعدها أسماء زملائهم الذين سقطوا في غزة، أعقبها دعوة جماعية لوقف فوري لإطلاق النار.
أقرأ أيضاً: أطباء بريطانيا يتضامنون مع الأطباء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل
