أعلن وزير الصحة البريطاني ويس ستريتينغ تمويل مشروع اختبار دم للكشف المبكر عن 12 سرطاناً وقبل ظهور الأعراض، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج المناعي الشخصي، وإنشاء مراكز بحثية في الجامعات المنتشرة البلاد.
رأى الوزير ستريتينغ أن هذا الإجراء من شأنه الإسهام في تعزيز الاقتصاد البريطاني، وتطوير علاجات متقدمة بالتعاون مع الجامعات وخدمات الصحة والشركات الصيدلانية الكبرى، إذ يأتي هذا المشروع ضمن استثمارات طبية بقيمة 148 مليون جنيه إسترليني من الحكومة.
وكشف ستريتنغ عن أن فريقاً يعمل على مشروع اختبار دم للكشف المبكر عن 12 سرطاناً من أخطر وأكثر السرطانات شيوعاً في مرحلة مبكرة، مما يساعد في إنهاء فترات الانتظار الطويلة للاختبارات والأشعة، مشيراً إلى أن مراكز البحث ستتمركز في كليات جامعة لندن، وجامعة ليفربول، وجامعة بريستول، وجامعة غلاسكو، وجامعة إدنبرة.
من جهته أكد وزير العلوم والتكنولوجيا، بيتر كايل، أن دعم التقنيات الحديثة من شأنه تحسين صحة الأفراد وزيادة أعمارهم، وتعزيز الاقتصاد من خلال استقطاب استثمارات كبيرة في علوم الحياة، وهو ما سيخلق فرص عمل ونمو واعدة.
خبراء لدى الوكالة الدولية لبحوث السرطان ومنظمة الصحة العالمية أكدوا تسجيل المملكة المتحدة 454954 إصابة جديدة بالسرطان عام 2022، محذرين من أنه من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 624582 إصابة بحلول عام 2050.
اقرأ أيضاً: لقاح السرطان من هيئة الخدمات الصحية البريطانية: “عصر جديد” من العلاجات
اختبار دم للكشف المبكر عن 12 سرطاناً ليس البحث الأول الذي تجريه بريطانيا في مجال علاج السرطانات، إذ كشف موقع Daily Experss في وقت سابق أن علماء المملكة المتحدة قد ينجحون في علاج سرطان البنكرياس، وذلك بعد أن استنتجوا أن هذا السرطان يسبب تعطيل جزيئات معينة داخل جين HNF4A الذي يلعب دوراً حيوياً في الأداء السليم للعديد من الأعضاء، وبالتالي التعامل مع هذا الجين هو الحل للسيطرة على هذا السرطان.
ومن شأن هذا الاكتشاف الجديد أن يمنح أملاً جديداً في تطوير علاجات أكثر فعالية ضد سرطان البنكرياس الذي يودي بحياة نحو 9 آلاف بريطاني سنوياً، خصوصاً مع تشخيص أكثر من 10400 حالة جديدة من سرطان البنكرياس في المملكة المتحدة كل عام، واحتمالات البقاء على قيد الحياة بعد 5 سنوات لا تتجاوز 10%.
وفي الجهة المقابلة، ينتقد العديد من الباحثين والخبراء في مجال الصحة سياسة الحكومة البريطانية في التعامل مع مرض السرطان، وبحسب الدكتورة باناغيوتا ميترو، مديرة قسم البحوث والسياسات والابتكار في “لصندوق العالمي لبحوث السرطان، فإن تقاعس حكومات المملكة المتحدة عن إعطاء الأولوية للوقاية من السرطان ومعالجة العوامل الرئيسة وراء خطر الإصابة به أدى إلى حدوث تراجع في علاج مرضى السرطان في مختلف أنحاء المملكة.
اقرأ أيضاً: مرضى السرطان يواجهون تأخيرات قاتلة مع إضراب الأطباء العامين في بريطانيا
كما أظهرت بيانات حللتها مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن عدد مراكز السرطان التي تواجه تأخيرات شديدة قد تضاعف تقريباً في عام واحد، حيث تواجه 47 % منها تأخيرات أسبوعية في تقديم العلاجات مثل العلاج الكيماوي، مقارنة بـ 28 % عام 2023، إذ لم يتلق أكثر من 380 ألف مريض سرطان العلاج في الوقت المحدد منذ عام 2015.
مؤسسة بحوث السرطان في المملكة المتحدة دعت إلى إنشاء مجلس وطني للسرطان لوضع استراتيجيات طويلة المدى لعلاج السرطان، خصوصاً مع تصاعد القلق من حدوث عجز بقيمة مليار جنيه استرليني في تمويل البحوث المتعلقة بهذا المجال، وهو ما يوجب على الحكومة توظيف هذا المبلغ طوال السنوات العشر المقبلة لتجاري الإنفاق الحالي على السرطان لكل حالة.
كما نشر مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة تقريراً يدعو إلى مزيد من الإجراءات لتسريع التشخيص وعلاج الأشخاص، وتوظيف 16 ألف موظف إضافي بدوام كامل في مجال مكافحة السرطان بحلول عام 2029.
ومع انطلاق مشروع اختبار دم للكشف المبكر عن 12 سرطاناً ، يذكر أنه يجرى في بريطانيا اختبار أول لقاح مصمم بشكل فردي على مستوى العالم والخاص بـ “الحمض النووي الريبي ضد سرطان الجلد (ميلانوما)، والذي من المتوقع أن يمنع تكون السرطانات التي تصيب الرئة والمثانة والكلى، وهذا اللقاح مصمم بشكل فردي لكل متلق ويمكن تحضيره في غضون فترة قصيرة لا تتجاوز بضعة أسابيع، ويعمل من طريق حث الجسم على استهداف الخلايا السرطانية والقضاء عليها ومنع عودتها مرة أخرى.
اقرأ أيضاً: دعماً لمرضى السرطان.. بريطاني يركض 365 ماراثونا ويحقق المبلغ الذي حلم به