أعلنت مدينة مانشستر (manchester) البريطانية عن انضمامها إلى برنامج تمكين مجتمعي تابع للاتحاد الأوروبي، وهي ثاني مدينة بريطانية تنضم للبرنامج إذ كانت لندن سبقتها إلى ذلك، وتحمل المبادرة اسم “كوميوني سيتي” (CommuniCity) التي تقودها منظمة آفاق أوروبا (Horizon Europe).
والمبادرة عبارة عن برنامج تمكين مقدّم للسكان المحليين بالإضافة إلى المنظمات المحلية لإعانتها على تطوير حلول مبتكرة للتحديات الاجتماعية، وستكون المدينة البريطانية جزءاً من هذا الفضاء الابتكاري، مدة ثلاثة أعوام تحت إشراف منظمة آفاق أوروبا التابعة للاتحاد الأوروبي، التي تتلقى التمويل من البرنامج الرئيسي للبحث والابتكار ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي.
ويعتبر التوصل إلى حلول تقنية الهدف الأساس من التحرك الحالي، إذ تسعى منظمة كوميني سيتي إلى معالجة التفاوت الطبقي ضمن النسيج الاجتماعي عبر إشراك أفراد المجتمع والشركات الناشطة على النطاق المحلي، والمنظمات التخصصية في إطار جملة من خيارات التكنولوجيا الجديدة.
ومن المنتظر مع بلوغ المبادرة مرحلتها الأخيرة إطلاق عددٍ من المشاريع التجريبية الهادفة إلى التمكين المجتمعي، وتتخذ هذه المرحلة عنواناً لها هو الدعوة المفتوحة الثالثة، أما المشاريع التي سيتم إطلاقها في عموم أوروبا فمن المخطط له أن يبلغ عددها الـ60 مشروعاً تجريبياً في كافة أنحاء أوروبا، ستعمل بالتوازي على سد الثغرات المجتمعية، والنهوض بالمجتمعات المحرومة.
ومن بين المدن الأوروبية الشريكة في المبادرة والتي تنضم إليها مانشستر، العاصمة الهولندية “أمستردام” (Amsterdam) و”هلسنكي” (Helsinki) عاصمة فنلندا و”بورتو” (Porto) في البرتغال، بالإضافة إلى 14 مدينة أوروبية وعدد من المنظمات غير الحكومية، ويطلق على هذه المدن تسمية المدن المتماثلة (Replicator Cities) التي تقدم معالجات للتحديات الخاصة بالقضايا المحلية للسكان فيها، بما يساعد على النهوض بالواقع الحياتي للفئات المستضعفة، عبر العمل على تمكينها وفتح خيارات التطور أمامها.
إقرأ أيضاً: بارك جي سونغ.. أين اختفت دبابة مانشستر يونايتد!
ويسعى البرنامج الأوروبي إلى خلق صيغة من التعاون المؤسسي بين مقدمي الخدمات العامة في مجتمعات المدن المشاركة، والشركات المتواجدة في محيط السكان ضمن هذه المدن، إلى جانب التجمعات السكانية سواء كانت جمعيات منظمة أو مبادرات مجتمعية، وأن يكون هدف هذه الأطراف في تعاونها تطوير عدد من الحلول الشاملة للقضايا التي تواجه السكان، والعمل على تطويرها لدرجة إمكانية تطبيقها في كافة أنحاء أوروبا.
بدورها طرحت مدينة مانشستر في إطار انضمامها للبرنامج ثلاثة حلول لتحديات مجتمعية تواجه السكان من الفئات الأضعف، وركزت الحلول المطروحة على مكافحة الفقر من خلال فرق تتخصص بهذا الجانب، بالإضافة إلى معالجة أوجه عدم المساواة في الاستراتيجية الثقافية، عبر تعزيز الأنشطة الثقافية عند الفئات المستضعفة والمهمشة، وإنشاء قاعدة بيانات موحدة، يتم من خلالها توفير مصدر معلومات واحد حول الحالات التي تحتاج للتمكين وأوجه معاناتها، كي يتمكن المعنيون من تصميم حلول تتلاءم مع هذه المعطيات، إلى جانب تقديم رؤية شاملة بالمشاكل والحلول ما يسهل التطبيق على كافة أنحاء أوروبا.
وفي ذات السياق، أعلن فريق متخصص ببناء الاستراتيجية الرقمية في مدينة مانشستر عن إطلاق تحدي واسع النطاق، دعا فيه جميع المنخرطين في القطاع من أفراد وشركات ومنظمات أهلية للتعاون في تصميم معطيات هذه الاستراتيجية، عبر الدعوة إلى تلمس ملامح قدرة التكنولوجيا على تقديم حلول مجتمعية للتحديات التي تواجه الفئات المستضعفة.
إلى ذلك، تأتي هذه الشراكة مع كوميوني سيتي وانضمام مدينة مانشستر إلى المبادرة كجزء من استراتيجية رقمية سابقة انتهجتها المدينة على نطاق أوسع، وتركز في صلبها على الإنسان وكيفية تعامله مع التكنولوجيا، بهدف تحقيق الوصول العادل للجميع إلى الأدوات التكنولوجية وتوظيفها في تسهيل الحياة عند جميع سكان المدينة البريطانية.
كما تسعى هذه الاستراتيجية إلى خلق صيغة من التعاون بين السكان والقطاع التكنولوجي المتنامي، سواء بالتعاون مع الأفراد أو الشركات أو حتى المنظمات العاملة ضمن نطاق المدينة، والهدف الرئيس من هذه الاستراتيجية تسخير التكنولوجيا في تلبية احتياجات المواطنين
وفي هذا السياق كانت دعت مدينة مانشستر سكانها الراغبين في الانضمام إلى الاستراتيجية الشاملة إلى تقديم طلباتهم، في الفترة مابين 9 سبتمبر و31 أكتوبر 2024، على أن يتم إعلان أسماء الفرق المقبولة في ديسمبر، لتبدأ بعدها مرحلة تجريبية تمتد لـ6 أشهر تنتهي في مايو 2025.
ويمكن بعد انتهاء هذه المرحلة دخول مرحلة التنفيذ التي تبدأ بإعلان المقترحات والأفكار الناجحة لتحصل على دعم مالي بهيئة منحة تصل إلى 12500 يورو، والهدف من تخصيص هذا المبلغ إعانة أصحاب الأفكار على تحويلها إلى واقع ملموس ورؤية أثره الإيجابي في تغيير واقع السكان لاسيما الفئات المستضعفة التي لا تمتلك مقومات تحسين حياتها.
