أفاد تقرير نشرته لجنة الزراعة والغذاء والريف (FFCC) بأن العادات الغذائية غير الصحية ببريطانيا تكلف 268 مليار جنيه إسترليني سنوياً.
التقرير الذي جاء بعنوان “التأثير المباشر وغير المباشر للأمراض المتعلقة بالنظام الغذائي الحالي” كشف أن هذه التكلفة الاقتصادية الباهظة للنظام الغذائي غير الصحي في بريطانيا تتوزع بين: 116.4 مليار جنيه إسترليني تكلفة فقدان الإنتاجية الاقتصادية، و67.5 مليار جنيه تكلفة الرعاية الصحية، و14.3 مليار جنيه تكلفة الرعاية الاجتماعية، و10.1 مليار جنيه تكلفة الرفاهية الاجتماعية، إضافة إلى 60 مليار جنيه تكلفة الأمراض المزمنة الناجمة عن النظام الغذائي الحالي.
وبحسب اللجنة، تشكل الأطعمة المعالجة بشكل مفرط أكثر من نصف النظام الغذائي للبالغين في المملكة المتحدة، ونحو ثلثي النظام الغذائي للمراهقين، مؤكدة أن السوق المحلية شهدت زيارة كبيرة في هذا النوع من الأطعمة خلال العقدين الماضيين، ومن المرجح أن تتفاقم هذه الزيادة العام المقبل.
ولمواجهة العادات الغذائية غير الصحية ببريطانيا أوصى التقرير بدعم القوانين للحصول على طعام صحي، وتنظيم بيئة الطعام تفادياً للأضرار الناتجة عن الطعام غير الصحي، وإعادة توجيه الأموال نحو اقتصاد غذائي جديد أكثر صحة واستدامة وعدلاً، إضافة إلى إيلاء أهمية أكبر للعلاقة بين الغذاء والزراعة والصحة والفوارق الاجتماعية.
ونوهت لجنة الزراعة والغذاء والريف إلى سعي كبرى الشركات الغذائية لتطوير وإنتاج وتسويق الأطعمة غير الصحية، مما يتيح للناس الكثير من الخيارات غير الصحية، ويقلل من عوائد عمل المزارعين الذين يكافحون لبيع محاصيلهم وكسب لقمة عيشهم.
وقبل أيام كشف التقرير السنوي لمؤسسة الغذاء الخيرية حول “صناعة الغذاء في المملكة المتحدة” أن النظام الغذائي البريطاني يضغط بشدة على المستهلكين لاختيار خيارات غير صحية، مستنداً على أبحاث أجرتها جامعة ليفربول عام 2022، ووجدت أن خمس شركات فقط كانت مسؤولة عن أكثر من 80% من الإعلانات التلفزيونية عن الوجبات الخفيفة والحلويات التي يتم عرضه قبل 9 مساءً.
وفي ظل انتشار العادات الغذائية غير الصحية ببريطانيا تشكل السمنة تحدياً اقتصادياً كبيراً في بريطانيا، إذ تكلف هيئة الخدمات الصحية الوطنية أكثر من 6.5 مليار جنيه إسترليني سنوياً، كما تؤثر السمنة في الإنتاجية، انطلاقاً من تأثيرها على زيادة معدلات التغيب عن العمل وانخفاض الأداء.
وبشكل خاص تعتبر سمنة الأطفال واحدة من التحديات الصحية الرئيسية التي تتصدى لها المملكة، إذ يعاني أكثر من طفل واحد من كل خمسة من زيادة الوزن أو السمنة، وهو ما دفع الحكومة البريطانية لحظر إعلانات الوجبات السريعة على التلفاز بعد الساعة 9 مساءً، ابتداء من أوكتوبر العام المقبل، لحماية الأطفال من التعرض للإعلانات التي تروج للأطعمة غير الصحية.
كما اتجهت الحكومة البريطانية لتحديث معايير الوجبات المدرسية كي تشمل خيارات صحية ومتوازنة، وإطلاق حملات توعية لتعليم الأسر والأطفال أهمية الغذاء الصحي، وتعزيز النشاط البدني وتوفير فرص للأطفال للمشاركة في الرياضات والنشاطات البدنية، إضافة إلى إدخال نظام تصنيف غذائي يعتمد على الرموز لمساعدة المستهلكين على اتخاذ قرارات صحية، والعمل مع الشركات الغذائية لتقليل نسبة الدهون والسكريات في المنتجات الموجهة للأطفال، وتوفير استشارات ودعم صحي للآباء لمساعدتهم على اتخاذ قرارات غذائية صحية.
دراسة حديثة نشرتها صحيفة الغادريان اللندنية كشفت انتشار العادات الغذائية غير الصحية ببريطانيا، إذ أن أكثر من 75 % من الوجبات والأطعمة التي تبيعها المقاهي ومطاعم الأكل السريع في بريطانيا غير صحية وتتسبب في الكثير من الأمراض، إذ وجدت الدراسة أن الأطعمة الرائجة مثل البيتزا والبرغر وأطباق الدجاج تحتوي كميات كبيرة من الدهون والملح والسكر أو السعرات الحرارية التي تضر بالصحة.
كما وجدت أبحاث أخرى أن الوجبات والمشروبات التي يتم شراؤها من تلك المنافذ التجارية، تشكل ما يتراوح بين 11 إلى 25 بالمئة من السعرات الحرارية التي يستهلكها البريطانيون، وأكثر من 50 بالمئة من تلك السعرات تأتي من سلاسل المطاعم والمقاهي الكبرى.
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) قدرت بأن العادات الغذائية السيئة تؤدي إلى تكلفة صحية مستترة تتجاوز 8 آلاف مليار دولار سنوياً، ناتجة عن النفقات الطبية وخسائر في إنتاجية اليد العاملة بسبب الأمراض الناجمة عن الأنماط الغذائية غير الصحية كالسكريّ والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.