لندن، المدينة التي لا تنضب مفاجآتها، تحتضن في جنباتها أماكن مخفية تروي قصصاً فريدة بعيداً عن زحام السياح، فبجانب معالمها الشهيرة، تتألق هذه المواقع الغريبة بتجارب غير متوقعة، وتبهر الجميع بعجائب جديدة في كل زاوية! في هذا المقال سنعرفكم على أماكن غريبة في لندن لا تشبه الأماكن العادية على الإطلاق!
أماكن غير عادية في لندن
تبرز كنيسة القديسة مريم، الواقعة في ماريلبون، بعمارتها المذهلة وبرجها الذي يبلغ ارتفاعه 210 أقدام، ما يجعلها واحدة من الكنائس البارزة في القرن التاسع عشر، لكن ما يميزها حقاً هو احتضانها للمجتمع، حيث ترحب كنيسة سانت ماري بأفراد مجتمع LGBTQ+ والحلفاء، وتشجع على المشاركة في الخدمات، وفي المساء، تتحول الكنيسة إلى بحر من الشموع، حيث تقام حفلات موسيقية رائعة تحت ضوء الشموع.
وفي مكان آخر، تشتهر شجرة الطقسوس توتيريدج كأقدم شجرة في لندن، إذ يُعتقد أن عمرها يصل إلى 2000 عام، وفي خضم صخب المدينة الحديثة، هذه الشجرة العريقة تذكر الزائرين بأن هناك شيئاً خالداً بين حواجز الزمن.
ومن الأماكن الغريبة أيضاً، محطة ضخ كروسنيس، المعروفة باسم كاتدرائية الصرف الصحي، فهي تأسر الأنظار بروعة الهندسة الفيكتورية التي تعود إلى عام 1865، هذه التحفة المعمارية كانت مصممة لضخ مياه الصرف الصحي من لندن بعيداً عن نهر التايمز، وتبرز بأعمال الحديد المعقدة والديكورات الداخلية المزخرفة التي تعكس براعة تلك الحقبة، ورغم طبيعتها الوظيفية، فإن رائحتها ليست كريهة.
أما مقبرة هايجيت، فهي موطن لقرابة 170 ألف شخص، ويزداد هذا العدد باستمرار، لكن ما يميز هذه المقبرة هو المعالم الرائعة التي تحتضنها، في المقبرة الغربية، يعكس الانبهار الفيكتوري بالمصريين في إنشاء شارع مصري مذهل، إضافة إلى مجموعة من المقابر الفريدة، كما تبرز دائرة لبنان المثيرة للإعجاب، التي جذبت الانتباه في صور عدة على مر السنينـ وفي الجانب المظلم، تقع المقابر تحت الأرض على شكل تراس، التي قد تكون ليست جميلة، لكنها تحمل طابعاً مثيراً للرعب، ما يجعلها وجهة مذهلة لمن يجرؤون على استكشافها.
وفي شرق المدينة، تقع كنيسة سانت دنستان، التي يعود تاريخها إلى ما يقرب من ألف عام، وتحتضن حديقة سرية جميلة بين أنقاضها، تعرضت الكنيسة المدرجة من الدرجة الأولى لأضرار كبيرة خلال غارة بليتز عام 1941، لكن بدلاً من إعادة بنائها، تم فتح بقاياها للجمهور لاستكشاف التاريخ وسط الأجواء الهادئة.
أما حديقة باينشيل، فهي جوهرة طبيعية تعود إلى ثلاثينيات القرن الثامن عشر، وقد أنشأها تشارلز هاملتون، أحد أفراد الطبقة الأرستقراطية الأيرلندية، أضاف هاملتون لمسات غريبة وعمارة تعود لعصر النهضة، مستوحياً من رحلاته حول أوروبا، بما في ذلك كهف جميل يختبئ بالقرب من المدينة.
وفي عالم الفن، يعد معرض ليزون من أقدم معارض الفن المعاصر الدولية، يمكن للزوار هنا مشاهدة المعارض التي تستكشف الواقع الافتراضي وجميع أشكال الفن القابلة للتغيير.
تخفي شوارع لندن كذلك سراً غامضاً يتمثل في سبعة أنوف مخفية، كل منها يزين مبنى مختلف بأسلوب فريد، هذه المنحوتات الغريبة، التي أبدعها الفنان ريك باكلي، تهدف إلى الاحتجاج على ثقافة التجسس عبر كاميرات المراقبة في المدينة، لذا فهي تضيف لمسة من الغرابة والسحر إلى الأجواء الحضرية.
ومن أماكن غريبة في لندن وتحديداً تحت سطحها، تكمن كهوف تشيسلهيرست الغامضة، حيث تحمل هذه الأنفاق المنحوتة في الطباشير تاريخاً غنياً يمتد لآلاف السنين، من الملاجئ في زمن الحرب إلى أماكن الحفلات الموسيقية السرية، شهدت هذه الكهوف أحداث مثيرة تستحق الاكتشاف.
وتحمل جزيرة إيل باي، التي لا يمكن الوصول إليها إلا عبر جسر للمشاة، تاريخاً حافلاً في عالم الموسيقى، فقد كانت في يوم من الأيام مركزاً لموسيقى الجاز والبلوز والروك أند رول، حيث اعتلى العديد من الفنانين المشهورين خشبة المسرح في قاعة الرقص بفندق إيل باي آيلاند الأسطوري، في عام 1963، كانت هذه الجزيرة تشهد عروضاً أسبوعية لفرقة رولينج ستونز وتشعل الحماس في القلوب.
وفي قلب كنسينغتون، يبرز متحف لايتون هاوس كقصر رائع مليء بالكنوز الفنية، من الخارج، قد لا تتخيل أن داخله يحتوي على مجموعة مذهلة من اللوحات الرائعة، والمنحوتات، والغرف المبلطة بشكل جميل، يعد المتحف مكاناً مثالياً لهواة الفن والثقافة، حيث يمكنهم استكشاف جماليات الفن والتصميم في بيئة مميزة.
ختاماً، يوجد الكثير من الأسرار المخفية وأماكن غريبة في لندن، وجميعها تقدم لندن تجربة لا تُنسى لعشاق الفن والتاريخ والطبيعة، حيث يمكن استكشاف كنوز عتيقة وفنون رائعة، والتي تضفي لمسة سحرية إلى المدينة.