أظهرت دراسة حديثة أن أكثر من 20% من الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين أربع وخمس سنوات طلبوا من والديهم بمناسبة عيد الميلاد لهذا العام، إهداءهم هاتفاً ذكياً من أجل تصفح الأطفال الإنترنت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
الاستطلاع الذي أجرته شركة “إي إي” للاتصالات، وضم ألف والد ووالدة، أكد أن هذه النسبة تعادل نحو 3 ملايين طفل في بداية المرحلة الابتدائية، كما أظهر ارتفاع هذه النسبة كلما زاد عمر الطفل، حيث طالب 37% من الأطفال بعمر التاسعة، و29% من الأطفال دون 11 عاماً والديهم بهواتف ذكية.
وفي بريطانيا، يعتبر العمر القانوني للأطفال لاستخدام منصات التواصل الاجتماعية الرئيسية 13 عاماً، ورغم ذلك أظهرت دراسة للهيئة المنظمة لسلامة الإنترنت في بريطانيا أن أكثر من 20% من الأطفال بين 8 و17 عاماً يعطون معلومات كاذبة بشأن عمرهم لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأن 25% من الأطفال في سن 8 يستخدمون منصات مخصصة للأعمار التي تزيد عن 16 عاماً.
وتعمل الهيئة على إعداد مشروع قانون سلامة الإنترنت الذي يضمن تصفح الأطفال الإنترنت وعدم تعرضهم للمحتوى الضار، مع توجه الحكومة البريطانية لإصدار قوانين مشددة تنص على حظر استخدام الأطفال مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تسبب استخدامهم لها بالعديد من المشاكل الاجتماعية، مع وجود مشروع قانون بحظر استخدام الهواتف الذكية في المدارس، وذلك بهدف مكافحة ظاهرة قضاء الأطفال يومياً ساعات طويلة على هواتفهم الذكية، بسبب الخوارزميات التي تقودهم إلى محتوى معين وميزات مثل الحلقات اللانهائية من محتواهم المفضل.
ويشمل القانون إلزام المنصات يإزالة المحتوى غير القانوني كالاعتداء الجنسي على الأطفال، والهجرة غير القانونية وتهريب الأشخاص، وتشجيع الانتحار أو الإيذاء الذاتي، وبيع المخدرات أو الأسلحة غير القانونية، أو تشجيع الإرهاب وتسهيله.
شركات الاتصالات كثفت من دعواتها للأهالي بالامتناع عن منح أطفالهم ممن يدرسون في المدارس الابتدائية هواتف ذكية، والاقتصار على تزويدهم بهواتف بسيطة مخصصة فقط لإجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية.
شركة “إي إي” للاتصالات كشفت أن 17% من الآباء امتثلوا لنصائحها بخصوص عدم منح أطفالهم في المدارس الابتدائية هواتف ذكية، مشددة على أهمية تطبيق الرقابة الأبوية على الهواتف الذكية التي يستخدمها أطفالهم، للتحكم بالمحتوى الذي يمكنهم الوصول إليه، وحمايتهم من المحتوى غير الملائم لفئاتهم العمرية.
الهيئة المنظمة لسلامة الإنترنت في بريطانيا أظهرت ارتفاع نسبة الأطفال الذين يمتلكون هواتف ذكية في المملكة المتحدة، إذ أن 25% من الأطفال بين 3 و7 سنوات يمتلكون هواتف ذكية هذا العام، مقارنة بنسبة 20% العام الماضي، كما بلغت نسبة الأطفال بين 8 و11 سنة الذين يمتلكون هواتف ذكية 59%، في حين يمتلك 95% من الأطفال بين 12 و15 عاماً هذه الهواتف.
وتظهر الدراسات التي تتناول استخدام الأطفال للإنترنت، تزايداً ملحوظاً في تتصفح الأطفال الإنترنت وعدد الساعات التي يقضونها أمام شاشات الهواتف الذكية، إذ يتصل طفل بشبكة الإنترنت لأول مرة كل نصف ثانية، كما يقضي كل طفل بعمر 12 عاماً 21 ساعة أسبوعياً على الهواتف الذكية، بطريقة تتماشى مع سلوكيات الإدمان، وبحسب الأمم المتحدة، استخدم العام الماضي 79% من الأطفال ممن تبلغ أعمارهم بين 15 و24 عاماً منصات التواصل عبر الإنترنت، مقارنة بنسبة 65% من بقية سكان العالم.
ومع تزايد استخدام الأطفال للإنترنت، يعبر الأهالي بشكل مستمر عن استيائهم لهذه الظاهرة، إذ أظهر نصف الآباء في دراسة دولية شملت 10 آلاف والد منهم ألفي والد في بريطانيا عن عدم ارتياحهم لاستخدام أطفالهم الهواتف الذكية، والتي انعكست سلباً على تفاعلهم الأسري وجودة نومهم ونشاطهم البدني ونشاطهم الاجتماعي مع الأقارب والأصدقاء.
وينصح الخبراء الأهالي للتخفيف من التأثير السلبي للهواتف الذكية وتقليل وقت تصفح الأطفال الإنترنت أن يكونوا قدوة لهم من خلال اعتماد سلوكيات سليمة في حياتهم الرقمية الخاصة، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير إيجابي لجهة خلق علاقة متوازنة بين الأطفال وأجهزتهم الذكية، إذ يجب على الآباء تحديد الوقت الذي يقضونه في استخدام الهواتف الذكية، والالتزام بممارسة آداب الإنترنت لجهة ما يشاركونه عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى ضرورة توعية الأطفال والمراهقين بمخاطر الجريمة الإلكترونية والتهديدات التي يمكن أن تطالهم عبر الشبكة العنكبوتية والإجراءات الواجب اتخاذها لحماية أنفسهم من المتطفلين والمجرمين الرقميين.