«NHS» تطلق تجربة ثورية لتشخيص سرطان الثدي!
تابعونا على:

الحياة في بريطانيا

«NHS» تطلق تجربة ثورية لتشخيص سرطان الثدي!

نشر

في

4 مشاهدة

«NHS» تطلق تجربة ثورية لتشخيص سرطان الثدي!

في خطوة عالمية رائدة نحو تحسين رعاية مرضى السرطان، أطلقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية «NHS» أكبر تجربة للذكاء الاصطناعي في مجال الكشف عن سرطان الثدي، إذ يستعد الذكاء الاصطناعي لتحليل ثلثي ما يزيد عن 700 ألف تصوير بالأشعة السينية تُجرى في إنجلترا، في محاولة لتشخيص أسرع من أجل تقديم الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.

هذه التجربة الجديدة كانت قد أعلنت عنها وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، وتأتي في إطار خطة مخصصة لتحسين التشخيص والعلاج في مجال السرطان، تزامناً مع احتفال العالم باليوم العالمي للسرطان يوم الاثنين الماضي.

وإذا أثبت هذا النظام نجاحه، فقد تشهد المستشفيات تحولاً ملحوظاً في طريقة تحليل تصوير الثدي بالأشعة السينية، ولن تحتاج بعد الآن إلى وجود اثنين من أخصائيي الأشعة لفحص كل صورة بحثاً عن علامات سرطان الثدي.

بدلاً عن ذلك، سيصبح من الممكن أن يعتمد طبيب واحد فقط على قراءة الأشعة، مع تقديم الذكاء الاصطناعي لرأي ثانٍ، وهذا الأمر سيعطي الأطباء المتخصصين فرصة لتوجيه وقتهم ومواردهم نحو مهام أخرى، ويساهم في تقليل فترة انتظار المرضى للحصول على نتائج الفحوصات التشخيصية مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي.

اقرأ أيضاً: تحديات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS): هل حان الوقت لإعادة تصور المستقبل!

جدير بالإشارة أنه في عام 2023، أُجريت دراسة أصغر في السويد شملت حوالي 80 ألف امرأة، وأظهرت النتائج حينها أن الذكاء الاصطناعي آمن للاستخدام، ويستطيع تقليل عبء العمل على أخصائيي الأشعة بنحو 50% دون زيادة معدل النتائج الإيجابية الكاذبة.

أما التجربة الجديدة ستركز على تحليل 462 ألف صورة من أصل 700 ألف صورة ماموجرام، باستخدام خمسة أنواع مختلفة من أنظمة الذكاء الاصطناعي، في 30 مركز مخصص لفحص سرطان الثدي، بدءاً من وقت لاحق من هذا العام، وفي الوقت نفسه، سيقوم اثنان من أخصائيي الأشعة بفحص 238 ألف صورة أخرى بالطريقة التقليدية، لمقارنة النتائج بين المجموعتين.

آراء الخبراء بالتجربة الجديدة

«NHS» تطلق تجربة ثورية لتشخيص سرطان الثدي!

وفي هذا الصدد، أشارت البروفيسور لوسي تشابيل، المستشارة العلمية الرئيسية لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية والرئيسة التنفيذية للمعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية، إلى أن التجربة الجديدة التي تمولها الوزارة بتكلفة 11 مليون جنيه إسترليني هي خطوة تاريخية في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وستوفر للنساء تشخيصات دقيقة وسريعة في الأوقات الحرجة.

من جهتها، أكدت البروفيسور كاثرين هاليداي، رئيسة الكلية الملكية لأطباء الأشعة، أن الذكاء الاصطناعي يمتلك إمكانات هائلة لدعم الأطباء في مواجهة الطلب المتزايد على الاختبارات التشخيصية ورعاية مرضى السرطان، إضافة إلى تعزيز أداء خدمة الصحة الوطنية عموماً.

ومع ذلك، حذرت هاليداي من المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مشددة على أهمية تصميم خوارزميات دقيقة لضمان إنتاج نتائج موثوقة لجميع الفئات من النساء، بغض النظر عن خلفياتهن العرقية.

كما عبّرت عن قلقها من أن هذه التجربة لن تسفر عن نتائج ملموسة قبل سنوات عدة، في وقت يُتوقع فيه أن يصل النقص المستمر في الاستشاريين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى 40% بحلول عام 2028.

اقرأ أيضاً: لقاح بريطاني للوقاية من السرطان قبل 20عاماً من ظهوره

وفي ذات السياق، أفادت سامانثا هاريسون، رئيسة الأدلة الاستراتيجية في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، بتزايد عدد حالات السرطان التي تُشخَّص سنوياً، ما يجعل مثل هذه الابتكارات ضرورية لتخفيف الضغط على موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية وتقليص قوائم الانتظار.

كما أشادت بجهود الحكومة البريطانية في تمويل هذه التجربة، معتبرة أن هناك حاجة ماسة لمزيد من الأبحاث لفهم كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين عمليات فحص السرطان.

هذا وكانت دراسات عديدة قد أظهرت أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة فعالة لمساعد المتخصصين في المجال الطبي على كشف السرطان، سواء من خلال تحديد النمو غير الطبيعي في الفحوصات المقطعية المحوسبة أو من خلال الكشف عن علامات سرطان الثدي في تصوير الثدي بالأشعة السينية.

ومع ذلك، تظهر معظم هذه الدراسات اعتماداً على أساليب استعادية، إذ لا يُستخدم الذكاء الاصطناعي في المراحل الأولى، بينما غالباً ما تكون التجارب التي تتبع نهجاً معاكساً ذات أحجام عينة صغيرة، لذا، فإن الدراسات الأكبر لا تعكس بالضرورة كيفية استخدام هذه التكنولوجيا في الظروف الواقعية.

اقرأ أيضاً: أعراض محرجة لأحد أخطر أنواع السرطان في المملكة المتحدة

اختبار أوليّ للدراسة

«NHS» تطلق تجربة ثورية لتشخيص سرطان الثدي!

والشهر الماضي، أعلن الباحثون أنهم قاموا لأول مرة باختبار الذكاء الاصطناعي ضمن برنامج فحص على مستوى البلاد، وأكدوا أنه يوفر فوائد ملحوظة في بيئة العالم الحقيقي.

وأفاد البروفيسور ألكسندر كاتالينيك، أحد مؤلفي الدراسة من جامعة لوبيك في ألمانيا، بأن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز معدل اكتشاف سرطان الثدي دون أن يزيد من المخاطر على النساء المشاركات في الفحوصات، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب قد يخفف كذلك من عبء العمل على أخصائيي الأشعة.

من جانبها قالت الدكتورة كريستينا لانغ من جامعة لوند إن الدراسة تضيف إلى الأدلة المتزايدة التي تدعم فوائد دمج الذكاء الاصطناعي في فحص التصوير الشعاعي للثدي.

وأضافت أن المتابعة طويلة الأمد ضرورية لفهم الآثار السريرية الناتجة عن دمج الذكاء الاصطناعي في فحص التصوير الشعاعي للثدي، مشيرةً إلى أن النتائج مشجعة ولكن من الضروري ضمان اكتشاف السرطانات ذات الصلة سريرياً في مراحل مبكرة لتحسين نتائج المرضى.

اقرأ أيضاً: 3.4 مليون مصاب بالسرطان في 2025!

X