أعلنت وزارة التعليم البريطانية عن بدء برنامج تجريبي لأندية الإفطار المجانية في 750 مدرسة ابتدائية في بريطانيا، اعتبارًا من الأسبوع المقبل.
ويحمل البرنامج شعار “الإفطار في المدارس” ويهدف إلى دعم الأسر العاملة وتخفيف العبء المالي عليها، بالإضافة إلى تعزيز التغذية الصحية للأطفال ضمن يومهم الدراسي.
ويمنح البرنامج، الذي يمتد حتى يوليو 2025، الآلاف من الآباء 30 دقيقة مجانية من رعاية الأطفال صباحًا، مع توفير وجبات إفطار دون تكلفة، ويتوقع أن يوفر هذا، وفقًا للوزراء، ما يصل إلى 450 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا لكل أسرة، مما يساهم في تقليل تكاليف رعاية الأطفال التي تثقل كاهل العديد من العائلات.
وأكدت وزيرة التعليم، بريدجيت فيليبسون (Bridget Phillipson)، أن هذه المبادرة تعتبر حجر زاوية في خطة الحكومة “للتغيير”، بهدف كسر الحواجز أمام الطلاب من جميع الخلفيات، خاصة الذين تأثروا بالفقر.
بين الرفض والترحيب!
وعلى الرغم من التفاؤل الرسمي، أبدى قادة المدارس مخاوف جدية بشأن استدامة البرنامج من الناحية المالية.
وأشار بول وايتمان (Paul Whiteman)، الأمين العام لجمعية مديري المدارس الوطنية (NAHT)، إلى أن التمويل الحكومي المخصص، البالغ 30 مليون جنيه إسترليني للعام الدراسي 2025-2026، قد لا يكون كافيًا لتغطية التكاليف الفعلية لتشغيل الأندية.
وأوضح أن المدارس المشاركة في التجربة أفادت بأن الدعم المالي الحالي “غير كافٍ”، خصوصًا في ظل الضغوط المتزايدة على ميزانياتها التشغيلية.
وأضاف: “ينبغي معالجة هذه الفجوة قبل التوسع الوطني، وإلا ستجبر المدارس على تحمل عجز قد يؤثر على خدمات أخرى”.
من جهتها، رحبت نقابة المعلمين (NASUWT) بالفكرة كخطوة لمحاربة جوع الأطفال، لكنها أكدت أهمية مراقبة التنفيذ لضمان عدم تأثير نقص التمويل على جودة التعليم أو الخدمات المساندة.
وفي المقابل، دافع وزير التعليم في حكومة الظل، نيل أوبراين (Neil O’Brien)، عن إنجازات الحكومة السابقة في دعم أكثر من 2000 مدرسة من خلال برنامج وطني مشابه، منتقدًا حزب العمال لإلغائه إصلاحات مخطط لها في مخصصات الأطفال.
اقرأ أيضاً: منع الهواتف الذكية في مدارس لندن يطال الآلاف
المدراس المشاركة في التجربة
تضم قائمة المدارس المشاركة في التجربة 25 مدرسة في ديفون (Devon) و24 في برمنغهام (Birmingham)، التي تعد أكبر سلطة محلية في إنجلترا، وتشمل أيضًا مدارس بديلة تخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى الأكاديميات والمدارس الحرة.
وتتلقى كل مدرسة تمويلًا مبدئيًا لشراء المعدات والمواد، إلى جانب تعويضات شهرية تحدد بناءً على نسبة الحضور في الأندية، على سبيل المثال، تمنح المدارس ذات الحضور بنسبة 50% حوالي 23,000 جنيه إسترليني سنويًا، وفقًا للإرشادات الحكومية.
وتظهر هذه المبادرة تشابهاً مع برامج قائمة في ويلز (Wales) واسكتلندا (Scotland)، حيث تقدم وجبات إفطار مجانية في مدارس مختارة، ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر في إنجلترا هو تحقيق التوازن بين الطموح الاجتماعي والواقع المالي.
هل تنجح التجربة؟
ورغم النظر إلى الإفطار في المدارس كوسيلة لتحسين تركيز الطلاب وتحصيلهم الأكاديمي، يعتمد نجاح البرنامج على معالجة جذرية لمشكلة التمويل، التي قد تقف عائقًا أمام التوسع المستهدف.
ويرى المختصين أن إطلاق أندية الإفطار المجانية يمثل فرصة مهمة لتعزيز التعاون بين الحكومة والأسر، ومع ذلك، يتطلب الأمر مراجعة مستمرة لضمان استدامة البرنامج وفعاليته.
ويبرز كذلك أهمية الاستثمار في التغذية المدرسية كعنصر أساسي للتعليم الجيد، مع التأكيد على ضرورة صياغة السياسات الاجتماعية بحرص لتجنب تأثيرات غير مقصودة على النظام التعليمي بأكمله.
اقرأ أيضاً: مدارس إسلامية للبنات في بريطانيا
