في بريطانيا العظمى، تختلف وجبات الفطور من الشمال إلى الجنوب، مما يعكس تنوع الثقافات والتقاليد. في حين يميل الجنوب إلى البساطة الأنيقة، مع الخبز المحمص والأفوكادو والقهوة المتخصصة، يفضل الشمال الأطباق الأكثر دسامة مثل البودنغ الأسود black pudding pies والفطائر المحمصة مع العسل. تحكي كل منطقة قصتها من خلال الذوق، حيث تصبح الطاولة بمثابة لوحة تحكي قصص المناخ والتاريخ والذوق المحلي.
وجبات الفطور الشمالي في بريطانيا وما يميزه عن الفطور الجنوبي
في بريطانيا، يعتبر الإفطار الشمالي انعكاسًا للمناخ البارد في المنطقة وتقاليد الطبقة العاملة، حيث تهيمن الأطباق الشهية والغنية على المائدة. في لانكشاير ويوركشاير Lancashire and Yorkshire، يتم تقديم البودينغ المحمص مع الزبدة المذابة أو العسل. تتضمن وجبة الإفطار الفطائر السميكة مع شراب القيقب أو المربى، مما يوفر الطاقة اللازمة لبدء اليوم. في الجنوب، تكون وجبة الإفطار في أغلب الأحيان خفيفة وأنيقة، ويبدأ العديد من الأشخاص يومهم بتناول خبز الأفوكادو والبيض المسلوق، أو الحبوب مع الزبادي والفواكه الطازجة. وتشهد المقاهي الراقية في لندن وكامبريدج London and Cambridge ازدهاراً في مجال القهوة المتخصصة والعصائر الطازجة. وهو ما يبتعد كثيراً عن الأطباق الثقيلة التقليدية. ويعكس هذا الاختلاف ليس فقط تقلبات المناخ، بل أيضا الثقافة الاجتماعية؛ في حين يفضل الشمال اتباع نظام غذائي كثيف لعمال المصانع والتعدين، يميل الجنوب إلى أسلوب حياة حضري حديث يركز على الصحة والسرعة.
اقرأ أيضاً: البريطانيون ينفقون 13 مليار جنيه استرليني سنوياً على وجبات الإفطار في العمل
التحديثات على وجبات الفطور في كل من الشمال والجنوب البريطاني
في الآونة الأخيرة، شهدت وجبات الإفطار في كل من شمال وجنوب بريطانيا تحولات ملحوظة، مما يعكس الاختلافات الثقافية والذوقية بين المنطقتين. وفي الشمال، لا يزال طبق “البيض والفاصوليا” التقليدي يحظى بشعبية كبيرة، ولكن مع إضافات عصرية مثل الأفوكادو أو الفطر المشوي لجعله أكثر ملاءمة للأذواق الحديثة. وأصبحت الخيارات الصحية مثل دقيق الشوفان مع الفواكه الطازجة والمكسرات تحظى بشعبية كبيرة أيضاً، وخاصة في المدن الكبرى مثل مانشستر وليدز Manchester city and Leeds city وفي الجنوب، وخاصة في لندن وما حولها، ازدهرت ثقافة المقاهي التي تقدم وجبات إفطار عالمية، من الفطائر الأمريكية إلى الخبز المحمص الأسترالي. كما أصبحت الخيارات النباتية والخالية من الغلوتين تحظى بشعبية كبيرة، مع التركيز القوي على المكونات العضوية والمحلية. ومع ذلك، لا تزال الأطباق الكلاسيكية مثل وجبة الإفطار الإنجليزية تحتفظ بمكانتها، على الرغم من تقديمها الآن بلمسة عصرية وأنيقة.
تعكس هذه التحديثات التنوع الثقافي المتزايد والاهتمام المتزايد بالصحة والاستدامة في جميع أنحاء بريطانيا.
اقرأ أيضاً: حظر اعلانات المأكولات السريعة على التلفزيون والانترنت في بريطانيا
وجبات الفطور المثالية في كل من الشمال و الجنوب
في بريطانيا، يختلف الإفطار المثالي من الشمال إلى الجنوب، مما يعكس العادات والتفضيلات المحلية المختلفة. في الشمال، يفضل تناول الوجبات الدافئة والشهية في الطقس البارد، حيث يعتبر “البيض والفاصوليا” من الأطباق الكلاسيكية، والتي يتم تقديمها غالباً مع النقانق المحلية والخبز المحمص السميك. كما تحظى بوريتو مانشستر Manchester Burrito (الخبز المحمص مع الفاصوليا والجبن) بشعبية كبيرة، إلى جانب دقيق الشوفان المطبوخ مع الحليب والعسل، والذي يوفر الطاقة لبدء اليوم.
في الجنوب، وخاصة في لندن، تميل وجبات الإفطار إلى أن تكون أخف وأكثر أناقة، مع تأثيرات دولية واضحة. يُعد الإفطار الإنجليزي الكامل خياراً تقليدياً، ولكن غالباً ما يتم تقديمه مع مكونات عالية الجودة مثل سمك السلمون المدخن أو الأفوكادو. كما تحظى الأطباق مثل (البيض المسلوق مع صلصة هولنديز Hollandaise sauce) والجرانولا granola مع الزبادي والفواكه الطازجة بشعبية كبيرة، مما يعكس نمط حياة أكثر حداثة وصحة. باختصار، يعكس الإفطار في الشمال البساطة والاكتفاء، بينما يميل الجنوب نحو التنوع والفخامة.
في الختام، تسلط الاختلافات بين وجبات الإفطار في شمال وجنوب بريطانيا الضوء على التنوع الثقافي والاجتماعي المدهش، حيث تجمع بين التقاليد والحداثة وترسم صورة غنية لعادات وتقاليد كل منطقة، وتترك قصصًا تروى عبر الأجيال.
اقرأ أيضاً: دراسة: معظم الوجبات الجاهزة في بريطانيا غير صحية
