تبدو شوارع بريطانيا هادئة في هذه الأيام، لكن ظلالها تخفي حكايات أخرى، فهنالك موجة صامتة من الجريمة ترتفع، وأبطال هذه الموجة هم لصوصٌ تتسلّل أياديهم الخفية بين الحشود، وتنتزع هواتفهم وحقائبهم بلحظات خاطفة كالبرق.
والمؤسف بذلك، أن الحديث لا يدور حول أعداد ونسب قليلة، بل ارتفع معدل السرقات بنسبة مذهلة جداً وصلت إلى 150%، غير أن نسبة كبيرة من هؤلاء اللصوص لم تطالهم أيادي السلطات المختصة، ومازالوا أحراراً بين الأزقة، فماذا بعد؟ إليكم التفاصيل…
اقرأ أيضاً: تحذيرات من ارتفاع عمليات السطو المنزلي في موسم الأعياد ببريطانيا: كيف يمكنك حماية منزلك؟
شهدت حالات سرقة الهواتف والحقائب في المملكة المتحدة زيادة كبيرة بنسبة 150% خلال العام المنتهي في مارس 2024، حيث تعرض حوالي 78 ألف شخص لسرقة هواتفهم أو حقائبهم في الشوارع البريطانية، وذلك وفقاً لبيانات مسح الجريمة في إنجلترا وويلز، بينما سجلت حوالي 31 ألف حالة سرقة في نفس الفترة حتى آذار/مارس 2023.
وأظهر التحليل الصادر عن وزارة الداخلية البريطانية أن هنالك أكثر من 200 حادثة سرقة يومياً خلال الأشهر الـ 12 الماضية في إنجلترا وويلز، ومع ذلك، لم توجه التهم إلا لـ 0.8% من حالات السرقة التي قام الأشخاص، فيما أغلقت 81.9% من التحقيقات الجنائية قبل العثور على أي مشتبه به.
وتشير بيانات الشرطة إلى أن هذا الارتفاع الكبير في الجرائم يعود إلى تزايد الطلب على الهواتف الذكية المستعملة، سواء داخل المملكة المتحدة أو في الخارج، وللتعامل مع هذه الظاهرة المتزايدة، أعلنت وزارة الداخلية البريطانية عن تنظيم قمة تجمع شركات التكنولوجيا والمصنعين بهدف مناقشة الابتكارات الجديدة التي يمكن أن تواجه السوق غير القانوني لهذه الهواتف.
اقرأ أيضاً: اعتراف الشرطة البريطانية باختراق بيانات شخصية حساسة لـ 1230 مواطن!
هذا وتعتزم الحكومة أيضاً دعوة قادة الشرطة للمساهمة في مكافحة هذه المشكلة، حيث أطلقت وحدة الاستخبارات الوطنية عملية “أوبال” وهي مبادرة تهدف إلى جمع معلومات استخباراتية عاجلة عن العصابات التي تسرق الهواتف المحمولة، وتحديد الأماكن التي يتم فيها بيع هذه الأجهزة.
ومن المتوقع أن توفر هذه المبادرة رؤية أعمق حول سوق الهواتف المسروقة، وتحديد ما يجب فعله لمعالجة هذا التحدي.
وفي تعليقها على الأمر، قالت وزيرة شؤون الشرطة، ديانا جونسون (Dame Diana Johnson): «مع دخول هواتف جديدة إلى السوق وعودة الشباب إلى المدارس والجامعات، يحمل العديد منا هواتف جديدة في هذا الوقت من العام. هذه الأرقام مقلقة، والحكومة مصممة على اتخاذ كل ما يلزم لحماية الناس من خطر السرقة في الشوارع».
وأضافت “جونسون”: «كجزء من مهمتنا لتعزيز الأمان في الشوارع، فإننا مصممون على القضاء على هذا النوع من السرقات، والسرقات الأخرى باستخدام السكاكين، وغيرها من الجرائم التي تجعل الناس يشعرون بعدم الأمان في مجتمعاتنا. نعمل على زيادة عدد الضباط في الشوارع لاستعادة أمن الأحياء».
كما دعت جونسون شركات الهواتف إلى التأكد من أن أي هاتف مسروق يمكن تعطيله بسرعة وسهولة بشكل دائم، بدلاً من إعادة بيعه في السوق المستعملة، مشيرةً إلى أنه يجب العمل معاً بين الحكومة والشركات التقنية وإنفاذ القانون لكسر نموذج عمل لصوص الهواتف وعصابات الدراجات النارية الذين يعتمدون على هذه التجارة.
اقرأ أيضاً: أفضل 5 طرق لركوب الدراجات الهوائية في إسكتلندا
من جانبه، أكد قائد المجلس الوطني لقادة الشرطة، القائد ريتشارد سميث (Commander Richard Smith)، على الأثر المدمر الذي تتركه سرقة الهواتف الشخصية على الضحايا، خاصةً عندما يتعرض الأطفال للتهديد بالعنف، ما يجعل الحادثة أكثر صعوبة.
وأضاف “سميث” أن الشرطة تستمر في استهداف المجرمين المعتادين على تكرار هذه الجرائم، بالتوازي مع العمل على منع الشباب من الانخراط في هذا النوع من السلوكيات، مشيراً إلى أن قوات الشرطة استهدفت أكثر من 1250 منطقة معروفة بارتفاع معدلات السرقة، خلال عملية “كالبر” وهي حملة وطنية ضد سرقات الأشخاص.
وفي ختام حديثه نصح “سميث” أنه بحال تعرّض أي شخص لسرقة هاتفه، فإنه عليه أن يبلغ الشرطة بطريقة فورية أو الاتصال بمؤسسة Crimestoppers على الموقع الإلكتروني.
اقرأ أيضاً: زيادات في فواتير الهواتف والإنترنت تثير غضب البريطانيين