الاستخبارات البريطانية: التخلي عن أوكرانيا يكلفنا الكثير!
تابعونا على:

أخبار لندن

الاستخبارات البريطانية: التخلي عن أوكرانيا يكلفنا الكثير!

نشر

في

88 مشاهدة

الاستخبارات البريطانية: التخلي عن أوكرانيا يكلفنا الكثير!

في عالم يزداد فيه الصراع بين القوى الكبرى، يبدو أن الحرب في أوكرانيا ليست مجرد نزاع إقليمي بل أصبحت اختباراً حقيقياً لإرادة الغرب في الحفاظ على الأمن العالمي، وفي قلب هذا الصراع، يأتي تحذير شديد اللهجة من ريتشارد مور، رئيس جهاز MI6 البريطاني، الذي أشار إلى أن التخلي عن أوكرانيا سيكون له ثمن باهظ سيشمل ليس فقط أوروبا وأمريكا بل ستهدد استقرار العالم بأسره.

ووسط أجواء مشحونة في باريس، رسم مور صورة قاتمة لما قد يحدث إذا سُمح لفلاديمير بوتين بتحقيق أهدافه التوسعية في أوكرانيا، وهذه التصريحات، التي جاءت في وقت حساس على الساحة السياسية العالمية، تضعنا بريطانيا أمام سؤال مهم: هل هي مستعدة لدفع الثمن أم أن السكوت قد يكون أسوأ من الحرب نفسها؟

في تصريح نادر له، حذر رئيس جهاز MI6 البريطاني، ريتشارد مور، من أن التخلي عن أوكرانيا سيؤدي إلى تكاليف أمنية طويلة الأمد «أعلى بشكل غير محدود»، مؤكداً أن ذلك سيعرض الأمن البريطاني والأوروبي والأمريكي للخطر، وجاء هذا التحذير في خطاب ألقاه مور في باريس، حيث أكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتوقف عند أوكرانيا إذا سمح له بتقليصها إلى دولة تابعة.

وأضاف مور خلال خطابه، الذي جاء بالتزامن مع الذكرى الـ 120 لتوقيع «اتفاقية أونتان كوردالي» بين المملكة المتحدة وفرنسا، أن أي تراجع في الدعم الغربي لأوكرانيا سيؤدي إلى تداعيات أمنية خطيرة على أوروبا وأمريكا، وقال مور: «إذا نجح بوتين في جعل أوكرانيا دولة تابعة، فلن يتوقف عند هذا الحد، وسوف يتعرض أمننا للخطر»، وأشار إلى أن ذلك يشمل تهديدات مباشرة ضد بريطانيا وفرنسا وأوروبا ككل.

مور، الذي شغل منصب رئيس MI6 لمدة أربع سنوات، كان قد تحدث عن كيفية تعزيز التعاون الاستخباري بين المملكة المتحدة وفرنسا في مواجهة التحديات الأمنية العالمية، مشيراً إلى أن تعاون الاستخبارات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سيظل ثابتاً، بغض النظر عن أي توترات سياسية قد تظهر.

اقرأ أيضاً: ستارمر: سندعم أوكرانيا مهما طالت الحرب

وتطرق مور في حديثه إلى تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي عبر عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة، كما أشار إلى دعوات من بعض الأوساط الأمريكية لوقف دعم أوكرانيا، مع تقديم خيارات مثل تجميد الصراع على الخطوط الأمامية الحالية، ومنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو لفترة طويلة.

وأضاف مور أنه رغم أن دعم أوكرانيا قد يكون مكلفاً، فإن تكلفة عدم الدعم ستكون أعلى بكثير، كما أشار إلى أن انتصار بوتين سيجعل الصين تدرس العواقب، بينما سيزداد دعم كوريا الشمالية، كما أن إيران ستصبح أكثر خطورة.

وقد لفت مور في حديثه إلى أن القتال في أوكرانيا أصبح أكثر من مجرد صراع أوروبي، بل أصبح جزءاً من صراع عالمي، مع دخول عناصر من دول مثل كوريا الشمالية، وفي هذا السياق، شدد على ضرورة مواصلة دعم أوكرانيا لتحقيق الأمن والاستقرار العالمي.

في المقابل، كانت روسيا قد أعلنت أن مطالبها بشأن أوكرانيا لم تتغير، حيث تطالب بـ «إزالة السلاح» و«إزالة النازية» من أوكرانيا، كما أنها تواصل المطالبة بضم أربع مقاطعات أوكرانية، هي دونيتسك، خيرسون، زابوروجيا، ولوغانسك.

اقرأ أيضاً: ما هي حزمة العقوبات التي ستطبقها المملكة المتحدة على روسيا بسبب غزو أوكرانيا؟ 

هذا وكانت قد أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن خطة لتوفير 500 مليون جنيه إسترليني عبر تسريع عملية التخلص من المعدات العسكرية القديمة، وشملت هذه الخطوة الاستغناء عن بعض السفن والطائرات بدون طيار والمروحيات، رغم التحذيرات التي تشير إلى تنامي التهديدات على الصعيد العالمي.

وخلال كلمته أمام مجلس العموم، أوضح وزير الدفاع البريطاني جون هيلي (John Healey) أن المعدات التي تجاوز عمرها 50 عاماً ستخرج من الخدمة قبل الموعد المخطط لها. ومع ذلك، أعرب منتقدون عن قلقهم من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تراجع القدرات الدفاعية للمملكة المتحدة، خاصة في ظل التوترات الدولية المتزايدة وضغوط التمويل المستمرة لأكثر من عقد.

X