شهد العام الماضي إعلان حالة الطوارئ السكنية في “إدنبرة” (Edinburgh) ولكن مجلس المدينة لم يتأخر على المواطنين وجاءهم بالحل، من خلال بناء المنازل المستدامة وهي 75 منزلاً موفراً للطاقة، وإتاحتها للإيجار أمام الأشخاص محدودي الدخل.
وجاء المشروع في إطار تحرك مجلس المدينة لتجديد المدينة بقيمة 1.3 مليار جنيه إسترليني الهادف إلى توفير السكن للمواطنين بأسعار معقولة، في “جرانتون ستيشن فيو” (Granton Station View) ونفذتها شركة “سي سي جي اسكتلندا المحدودة” (CCG Scotland Ltd).
يعد مشروع المنازل المستدامة جزءاً من مشروع تحويل المدينة، عبر إنشاء مدينة ساحلية جديدة في جزئها الشمالي، وسيشهد العام المقبل إنتقال 400 أسرة بين مستأجرين وأصحاب عقارات لمنازل صفرية الانبعاثات في “ويسترن فيلج” (Western Villages)، يضاف إليها 126 منزلاً يتم تسليمها في صيف 2026.
ويعتبر المشروع الحالي في “جرانتون ستيشن فيو” أول مشروع تجريبي ضمن برنامج (EHD)، وهو مشروع تعاوني بين الحكومة المحلية والأوساط الأكاديمية والصناعية الداخلة في قطاع البناء، والتي أنتجت جهودها تطوير مساكن جديدة بأسعار توفيرية في إدنبرة ومنطقة جنوب شرق إسكتلندا.
من جانب آخر، تسهم المنازل المطورة في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، ما يدعم تحقيق أهداف المدينة في الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية مع حلول العام 2030، كذلك تتمتع هذه المنازل بكفاءة عالية لاستخدام الطاقة ما يضمن لقاطنيها فواتير أقل، ومن الميزات التي تتمتع بها هذه المساكن، الزجاج الثلاثي والتدفئة الجماعية الخالية من الانبعاثات، إضافة لألواح الطاقة الشمسية المركزية، وتحظى هذه الأبنية بإشراف مباشر من جامعة إدنبرة التي ستستمر بمراقبة أداء هذه الأبنية خلال العام الأول من تشغيلها.
وحظي مشروع “جرانتون فيو” بتمويل بلغت قيمته 6.6 مليون جنيه إسترليني من الحكومة الاسكتلندية في إطار برنامج توفير الإسكان بأسعار مدروسة (ASHP)، ومن الميزات الابتكارية التي تتمتع بها المباني في مشروع المنازل المستدامة؛ نظام جمع نفايات تحت الأرض، ومواقف للدراجات تبلغ ضعف عدد السكان الافتراضي، ومسارات للمشي وأخرى للدراجات الهوائية.
ومن الميزات الأخرى ثلاث مساحات تجارية أسفل المنازل ما يوفر فرص عمل وتوظيف في المنطقة، وجرى تأجير اثنين من هذه المساحات حالياً لتأمين مستلزمات السكان في المنطقة، من حاجات يومية ومكتب بريد وصالة لياقة بدنية.
وفي سياق متصل، يشمل مشروع تجديد الواجهة البحرية في جرانتون بقيمة 1.3 مليار جنيه إسترليني، توفير 3500 مسكناً مستداماً خالٍ من الانبعاثات الكربونية تماماً، ومن المرافق الخدمية التي ستلحق بالمشروع، مدرسة ابتدائية ومركز صحي ومنطقة تجارية وأخرى ثقافية، بالإضافة إلى ترميم وتجديد الحديقة العامة الشهيرة في المنطقة.
ويرى القائمون على المشروع أن توفير الـ75 منزلاً في الوقت الحالي خطوة حلٍّ ثورية، لا سيما بعد إعلان حالة الطوارئ السكنية في العام الماضي، وهو ما كان دليلاًَ على وجود نقص مزمن في أماكن السكن لكنها في طريقها للتلاشي، وبطريقة عصرية توفر للسكان خيارات مريحة وآمنة وبأسعار مقبولة، والأهم من كل هذا أنها تدعم تقديم فواتير طاقة أقل.
وفي ذات السياق عبّرت وزيرة العدالة الاجتماعية الاسكتلندية “شيرلي آن سومرفيل” (Shirley-Anne Somerville) عن سعادتها بتسليم مجلس المدينة 75 منزلاً تتمتع بمواصفات قياسية من ناحية الجودة وكفاءة استهلاك الطاقة، وإتاحتها للاستئجار الاجتماعي من محدودي الدخل في جرانتون.
ونوهت الوزيرة الاسكتلندية إلى الدعم الحكومي لبناء هذه المنازل وتخصيص مبلغ 6.6 مليون جنيه إسترليني، وذلك في معرض تلبية احتياجات المجتمع المحلي وتقديم الدعم للأجيال القادمة، إلى جانب تحقيق طموحات أسكتلندا في الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية.
وأضافت الوزيرة سومرفيل أن الخطة الحكومية تستهدف الوصول إلى 110 ألف منزل مستدام بحلول العام 2032 سيكون (70%) منها مخصص للتأجير الاجتماعي و (10%) للمجتمعات المستقلة في الأرياف والجزر.
بدوره قال المدير الإداري في شركة (CCG) أن حالة طوارئ الإسكان مستمرة في اسكتلندا، وتتزامن مع حالة طوارئ مناخية في العالم ككل، وتعتبر هاتين المسألتين من أكبر التحديات التي تواجه الأجيال القادمة، ما يستدعي التدخل السريع وتقديم الحلول المناسبة، والتي تعتبر إحداها المنازل المستدامة في جرانتون، وهي تجربة ينبغي اعتمادها والتوسع فيها خلال الأعوام المقبلة، ومن المنتظر في العام المقبل 2025 تجهيز 444 منزلاً مستداماً بصفر انبعاثات، سيكون 56 منها متاحاً للبيع، والبقية مطروحة للإيجار الإجتماعي.