كشف كبير المسؤولين الطبيين في إنكلترا البروفيسور كريس ويتي، أن نظام الصرف الصحي في القرن التاسع عشر أنهى تفشي الكوليرا ووجه دعوة إلى جهود مماثلة في الوقت الحاضر.
وقال كبير المسؤولين الطبيين في إنكلترا، إن الصحة العامة يجب أن تكون محورية للاستثمار المستقبلي في نظام جديد لمياه الصرف الصحي لحماية الناس من الأمراض المنقولة بالمياه.
وذكر تقرير صادر عن الأكاديمية الملكية للهندسة أن الحد من مخاطر تعرض الناس لمسببات الأمراض البرازية البشرية في مياه الصرف الصحي غير المعالجة والمعالجة التي يتم تصريفها في الأنهار والمياه الساحلية يجب أن يكون أولوية.
دعوة لمعالجة مياه الصرف الصحي في إنكلترا بشكل فعال
وأشار ويتي، الذي كلف بإعداد التقرير، إلى إن إنشاء نظام لمياه الصرف الصحي في القرن التاسع عشر أنهى تفشي الكوليرا ولا يزال أحد أعظم انتصارات الصحة العامة.
وقال: إنه يجب أن يكون هناك تركيز مماثل اليوم على الحاجة إلى حماية الصحة العامة في إدارة أنظمة الصرف الصحي، إلى جانب حماية البيئة وضمان القدرة على تحمل التكاليف.
وتابع: تعد الممرات المائية العامة مورداً عظيماً يتمتع به العديد من الأطفال والكبار ويمكن أن يكون لها تأثير إيجابي كبير على صحتنا.
وأوضح ويتي، أن تقليل المخلفات البرازية البشرية في المياه العذبة يمثل أولوية للصحة العامة وكذلك أولوية بيئية.
وكشف أنه على الرغم من أنه ستكون هناك دائمًا تحديات تتعلق بالإدارة الفعالة لأعمال الصرف الصحي ومعالجة مياه الصرف الصحي، فإن هذا التقرير يوفر خيارات فنية واضحة لكيفية تحقيق ذلك بشكل واقعي.
وجاءت تصريحات كبير المسؤولين الطبيين في إنكلترا، بينما تواجه شركة (South West Water) انتقادات بسبب تفشي الإسهال في بريكسهام (Brixham) وجنوب ديفون (Devon) والمناطق المحيطة بها، بسبب داء خفيات الأبواغ، وهو مرض ينتقل عن طريق المياه ويسببه طفيلي مجهري في شبكات المياه.
والجدير بالذكر، أنه طُلب من أكثر من 14,000 أسرة غلي مياه الصنبور بعد أن سمح صمام معطّل للطفيلي بالدخول إلى نظام المياه.
“داء خفيات الأَبواغ (cryptosporidiosis) هو عدوى معوية سببها خفية الأبواغ (Cryptosporidium)، وهي نوع طفيلي من الأوالي.
الأَعراض الرئيسية هي، تشنجات في البطن وإسهال.
ويصاب الناس بالعدوى عن طريق تناول المياه أو المواد الغذائية الملوثة، أو من خلال وجود اتصال مع المرضى أو الحيوانات المصابة بالعدوى.
وقد يبدأ التشنج البطني والإسهال المائي فجأة، مصحوبًا بالغثيان والتقيؤ والحمى والضعف أحيانًا”.
اقرأ أيضًا: كارثة بيئية: 10 ملايين لتر من مياه الصرف الصحي تُلوث أجمل بحيرة في بريطانيا!
تحذيرات من مياه الصرف الصحي في شواطئ إنكلترا وويلز
في ذات السياق، نُشر التقرير في الوقت الذي صدرت فيه تحذيرات بشأن مياه الصرف الصحي للشواطئ في إنكلترا وويلز في عطلة نهاية الأسبوع الأولى من موسم الاستحمام الرسمي.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجراء تحليل شامل لفحص وتقليل مخاطر الصحة العامة المرتبطة باستخدام الأنهار والبحار.
وسلط الضوء على نقص الاستثمار من قبل شركات المياه في الحفاظ على المرافق داخل نظام الصرف الصحي.
ودعا التقرير الحكومة إلى تسريع عملية المراقبة المستمرة لجودة المياه للمخلفات البرازية الميكروبيولوجية، ومراجعة لوائح مياه الاستحمام لحماية الناس بشكل أفضل.
وقال التقرير: “إن تدهور مرافق مياه الصرف الصحي، وتزايد التوسع الحضري، والتنبؤات بهطول الأمطار بشكل متكرر ومكثف بسبب تغير المناخ، سيعني زيادة الضغط على نظام مياه الصرف الصحي القديم لدينا”.
وفي حين تم التركيز بشكل كبير على تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة من فيضانات العواصف، يتم تصريف مياه الصرف الصحي المعالجة بشكل مستمر في الأنهار والبحار، ولا تزال تحتوي على أعداد كبيرة من المخلفات البرازية، حتى بعد المعالجة.
وقال التقرير: “نحن نعلم أن مخاطر الصحة العامة تتزايد بسبب التعرض لتركيزات عالية من المخلفات البرازية”.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك أيضًا قلق كبير بشأن تطور مقاومة مضادات الميكروبات، خاصة في مسببات الأمراض البرازية البشرية.
ويدعو التقرير إلى اتخاذ تدابير قصيرة وطويلة الأجل للحد من مخاطر اعتلال الصحة من الاتصال بمياه الصرف الصحي، بما في ذلك مياه الصرف الصحي غير المعالجة المنطلقة عن طريق فيضانات العواصف والنفايات السائلة التي يتم تصريفها في الأنهار والبحار بعد معالجتها من قبل شركات المياه.
اقرأ أيضًا: علماء بريطانيون يطورون اختبار دم مدته 10 دقائق لتشخيص الأمراض!
27 منطقة جديدة صالحة للاستحمام في إنكلترا
يشار إلى أن الحكومة أعلنت الأسبوع الماضي عن 27 منطقة جديدة لمياه الاستحمام في إنكلترا، حيث سيتم اختبار المياه في الفترة من مايو إلى سبتمبر.
ومنح الممرات المائية الصلاحية للاستحمام يعني أنه يتعين على وكالة البيئة اختبارها للتأكد من عدم تلوثها خلال أشهر الصيف، مما يضغط على شركات المياه لوقف إلقاء مياه الصرف الصحي فيها.
ومع ذلك، فإن صلاحية الاستحمام لا تضمن أن المياه آمنة للسباحة.
ففي العام الماضي، وجدت الاختبارات التي أجرتها وكالة البيئة أن مناطق السباحة النهرية الثلاثة في إنكلترا كانت جميعها في حالة “سيئة” بسبب التلوث.
ويقول التقرير، إنه ينبغي تقديم الحوافز لإزالة الأسطح المرصوفة، مثل الباحات أو الحدائق المرصوفة، واستخدام خطط الصرف المستدامة وغيرها من مبادرات التخضير الحضرية.
وتؤدي هذه الإجراءات إلى تقليل كمية الجريان السطحي من البلدات والمدن، مما يقلل الضغط على أعمال المعالجة، ويمكن أن يقلل من كمية مياه الصرف الصحي التي يتم تصريفها في المجاري المائية.
كما يدعو إلى إنشاء مؤسسة رائدة في مجال مياه الصرف الصحي لتعزيز البنية التحتية في إنكلترا.
من جهتها، علّقت باربرا إيفانز، أستاذة هندسة الصحة العامة في جامعة ليدز: “إن الاستثمارات في الصرف الصحي تتطلب رؤية وقيادة وطنية.
فقبل 150 عاما، التزمت المملكة المتحدة بالقضاء على الكوليرا وقامت بالاستثمارات الضخمة اللازمة في نظام الصرف الصحي لدينا.
لقد جنينا فائدة تلك الرؤية طوال حياتنا، وربما لم نكن على دراية بها بما فيه الكفاية”.
وتابعت: “لقد وصل هذا الاستثمار إلى نهاية عمره، ونحن مدينون لأطفالنا وأحفادنا بتقديم التزام جديد وخلق رؤية لنظام جديد لمياه الصرف الصحي مناسب للمستقبل”.
وبدوره، قال تشارلز واتسون، رئيس ومؤسس شركة ريفر أكشن: “إن عدم وجود أي استجابة ذات معنى من قبل الحكومة.
في حين يتم إلقاء كميات قياسية من مياه الصرف الصحي الصافي في الأنهار، يصاب مستخدمو الأنهار في جميع أنحاء البلاد بأمراض خطيرة وتضطر مدن بأكملها إلى غلي مياه الشرب.
ولذلك فإن نشر هذا التقرير يعد تطورًا موضع ترحيب كبير ويوفر صوتًا جديدًا موثوقًا للغاية في الدعوة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل عاجل للتعامل مع أزمة الصرف الصحي المثيرة للاشمئزاز في البلاد”.
اقرأ أيضًا: ارتفاع جنوني: متوسط سعر المنازل في بريطانيا يصل إلى 375 ألف جنيه إسترليني
