عين مجلس مدينة شيفيلد (Sheffield) في بريطانيا، صفية سعيد (Safiya Saeed)، في منصب العمدة رقم 128 للمدينة، لتدخل بذلك التاريخ كأول امرأة محجبة تشغل هذا المنصب الرفيع منذ تأسيس المدينة البريطانية قبل أكثر من قرن.
وأدت صفية اليمين القانونية، خلال الجلسة العامة السنوية لمجلس المدينة، بحضور واسع من الشخصيات الرسمية والشعبية، إلى جانب عدد من أفراد العائلة، الذين شاركوا هذه اللحظة المفصلية في تاريخ التمثيل السياسي في المملكة المتحدة.
من هي صفية سعيد؟
ولدت صفية سعيد في الصومال، وانتقلت إلى بريطانيا كلاجئة شابة في 1985، وهي أم لخمسة أطفال، عرفت بتفانيها في الدفاع عن القضايا الاجتماعية، وتحقيق العدالة، بالإضافة إلى دعم الشباب العربي، وتعزيز الحوار بين الثقافات.
وخلال سنوات عملها الطويلة داخل مجلس المدينة، شغلت مناصب عدة، من بينها نائب العمدة ورئيسة لجنة شمال شرق شيفيلد، كما أسست منظمة “ريتش أب يوث” (Reach Up Youth)، التي تهدف لدعم وتمكين الشباب من الأقليات والمهمشين في شيفيلد، من خلال تقديم برامج تدريبية ونفسية، ومبادرات تواصل مجتمعية لمكافحة العزلة الاجتماعية لهذه الفئات.

اقرأ أيضاً: ممتلكات ستارمر تواجه عدة حرائق…والمتهم أوكراني
“ربط شيفيلد”.. شعار عام يحمل رؤية طموحة
اختارت العمدة الجديدة شعار “ربط شيفيلد” (Connecting Sheffield) لعامها في المنصب، بهدف تعزيز الوحدة المجتمعية، والتعاون بين القطاعين العام والخاص في مختلف المجالات، وربط الناس بالفرص بما يحول المدينة إلى حاضنة للمبادرات الاجتماعية والاستثمار البشري.
وفي كلمتها خلال حفل التنصيب، أعربت صفية سعيد عن فخرها بتولي هذا المنصب كأول عربية مسلمة، مؤكدة أن مهمتها لا تقتصر على المناسبات الرسمية، بل تعهدت بتمثيل كل الأصوات خاصة المهمشة منها، مشيرة إلى أن شيفيلد هي بيتها الحقيقي الذي احتضنها منذ قدومها إليها.
وأضافت صفية: أنها تتطلع إلى عام يسوده التواصل والتعاون، ويحقق النجاح المشترك لكل أفراد المجتمع.

صدى عالمي يتجاوز مدينة شيفيلد
لم يكن صدى تأثير تعيين صفية سعيد يقتصر على مدينة شيفيلد فحسب، بل لاقى صدى واسعًا في أوساط الجاليات الإفريقية والعربية والإسلامية داخل المملكة المتحدة وخارجها، مشيدين بهذه الخطوة التي تتجاوز العوائق البنيوية والصور النمطية عن النساء المسلمات.
ومن جانبه، وصف توم هانت (Tom Hunt)، رئيس مجلس مدينة شيفيلد، تعينين صفية بأنه “لحظة فخر لشيفيلد”، ويمثل قيم المدينة الحقيقية والتزامها بالتنوع والعدالة المجتمعية.
بينما يراه مراقبون خطوة رمزية نحو تمثيل أفضل للمسلمين والأقليات في الحياة العامة البريطانية.
وفي الوقت الذي تتجه فيه المجتمعات البريطانية نحو مزيد من الانفتاح، يأتي قرار تعيين صفية سعيد تجسيداً حقيقاً لقدرة الفرد على التأثير والتغيير، ويعكس التنوع الذي يميز المجتمع البريطاني.
اقرأ أيضاً: البرلمان البريطاني والتصويت على الانسحاب من عمليات الموت بمساعدة الغير
