لأول مرة منذ 50 عاماً وفيات بريطانيا تزيد الولادات
تابعونا على:

الحياة في بريطانيا

لأول مرة منذ 50 عاماً وفيات بريطانيا تزيد الولادات

نشر

في

342 مشاهدة

لأول مرة منذ 50 عاماً وفيات بريطانيا تزيد الولادات

وسط عالم يعج بالتحولات السريعة والضغوط الاقتصادية المتزايدة، يجد المجتمع البريطاني نفسه أمام مفترق طرق؛ المدن التي تتجدد بفضل الطلاب والمهاجرين تشهد ديناميكية شبابية، في حين تغرق القرى الريفية في دوامة الشيخوخة.

وفي ظل هذه التطورات، تبرز تساؤلات حول مستقبل التركيبة السكانية للمملكة المتحدة، وهل يمكن للحكومة والمجتمع التكيف مع هذا الواقع الجديد؟

 أظهرت الأرقام الرسمية الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية (Office for National Statistics – ONS) في المملكة المتحدة أن عدد الوفيات قد تجاوز عدد المواليد لأول مرة منذ حوالي نصف قرن، باستثناء فترة جائحة كورونا، وبحسب المكتب، فقد سُجل انخفاض يقدر بنحو 16300 ولادة مقارنةً بالوفيات في الفترة حتى منتصف عام 2023، وهو ما لم يحدث منذ فترة الركود السكاني في السبعينيات.

اقرأ أيضاً: لماذا الأطفال السود في بريطانيا أكثر عرضة للوفاة من الأطفال البيض؟

يتضح من الأرقام أن التراجع في معدل الخصوبة وشيخوخة جيل الطفرة السكانية هما من الأسباب الرئيسية لزيادة الوفيات مقارنةً بالمواليد، وقال تشارلي مكوردي (Charlie McCurdy)، وهو اقتصادي في مؤسسة ريزولوشن فاونديشن (Resolution Foundation)، إن المدن التي تستقطب الطلاب والمهاجرين تشهد تباطؤاً في الشيخوخة، أو حتى تجدداً في الفئة العمرية، بينما تتسارع الشيخوخة في القرى الريفية، مضيفاً أن هذه التفاوتات ستفرض تحديات على صناع السياسات لتلبية الاحتياجات الاجتماعية المختلفة في كل منطقة.

وعلى الرغم من تراجع معدل المواليد، لا تزال أعداد السكان في تزايد، حيث ارتفع عدد السكان بنسبة 1% ليصل إلى 68265,209 نسمة في منتصف عام 2023، ويعود هذا الارتفاع بشكل أساسي إلى صافي الهجرة الدولية التي بلغت 677300 شخص.

ووفقاً لمكتب الإحصاءات الوطنية (ONS)، انخفض معدل الخصوبة الكلي في إنجلترا وويلز إلى 1.49 طفل لكل امرأة في عام 2022، مقارنةً بـ 1.55 في عام 2021، فيما أشارت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إلى أن معدل الاستبدال للحفاظ على استقرار عدد السكان يجب أن يكون على الأقل 2.1 طفل لكل امرأة.

وعلى الرغم من التراجع الحالي في المواليد، يرى علماء السكان أن هنالك فرصة لعودة ارتفاع عدد المواليد مقارنةً بالوفيات في المستقبل القريب، وفي حديثها حول هذا الأمر، أشارت الدكتورة أندريا تيلسترا (Dr. Andrea Tilstra)، الباحثة في مركز ليفرهولم للعلوم الديموغرافية بجامعة أكسفورد إلى أن الأجيال الشابة تؤجل الإنجاب، ومع تقدم التكنولوجيا الطبية، يمكن أن تحدث عودة في معدلات الخصوبة عندما يدخل هؤلاء الأشخاص العقد الثالث أو الرابع من العمر.

اقرأ أيضاً: أرقام صادمة لعدد الوفيات في بريطانيا.. والسبب إضراب الأطباء!

هذا وتصدرت اسكتلندا الاتجاه بتسجيل أعلى عجز على الإطلاق في عدد المواليد مقارنةً بالوفيات، وهي المرة التاسعة على التوالي التي تشهد فيها البلاد تزايد الوفيات على المواليد، ورغم ذلك، نما عدد سكان اسكتلندا بشكل طفيف بمقدار 43100 شخص، بفضل الهجرة.

كما سجلت ويلز أعداداً أكبر من الوفيات مقارنةً بالمواليد، بينما شهدت إنجلترا وأيرلندا الشمالية زيادة طفيفة في عدد المواليد على الوفيات، وتشير البيانات إلى أن النساء ولدن في فترة الأربعينيات أنجبن في المتوسط طفلين قبل بلوغهن سن الثلاثين، ومع مرور الوقت، بدأ هذا المعدل في الانخفاض بشكل ثابت ليصل إلى طفل واحد للنساء المولودات في منتصف السبعينيات، ثم استقر قبل أن يعود للانخفاض مجدداً في السنوات الأخيرة.

ومن الملاحظ أن النساء المولودات في عام 1993، واللائي بلغن الثلاثين العام الماضي، أنجبن في المتوسط 0.8 طفل فقط، وتُعزى هذه التغيرات بشكل جزئي إلى الضغوط الاقتصادية المتزايدة، مثل تكاليف الإسكان.

وعلى صعيد آخر، برزت أمراض الخرف والزهايمر كأسباب رئيسية للوفاة في إنجلترا وويلز منذ عام 2015، متجاوزة أمراض القلب، باستثناء أول عامين من جائحة «كورونا».

اقرأ أيضاً: دراسة: ارتفاع تكلفة رعاية الأطفال في المملكة المتحدة خلال العطلة الصيفية

X