توفت ممرضة بريطانية بعد استخدامها لدواء البدانة “مونجارو” لأول مرة، وجاء ذلك نتيجة شرائها الحقنة من صيدلية على الإنترنت دون وصفة طبية، أو مراجعة طبيبها.
وفي التفاصيل، توفيت الممرضة سوزان ماكغوان (58 عاماً) بسبب فشل أعضاء متعددة وصدمة إنتانية والتهاب البنكرياس، فيما شكل استخدام دواء “تیر زیباتید الموصوف” مونجارو عاملاً مساهماً في موتها، وفق ما ورد في شهادة وفاتها التي أوردت تفاصيلها وسائل إعلام بريطانية، إذ عانت الممرضة من آلام شديدة في المعدة وغثيان، وفق هيئة البث البريطانية BBC.
بدأت هذه الآلام فتوجهت إلى مستشفى مونكلاندر التي تعمل بها وسط اسكتلندا، لكن زملائها لم يستطيعوا مساعدتها وإنقاذها.
لكل هل من المعقول أن تعتمد الحكومة البريطانية دواء مونجارو لمحاربة البدانة بعد الآن؟
قررت الحكومة البريطانية بعد وصول حزب العمال إلى السلطة إلى مكافحة البدانة التي يعاني منها أكثر من 26% من البريطانيين، وأكد كير ستارمر أن مستويات البدانة تضع عوائق على العمل الصحي في بريطانيا، لذا على الأغلب سيتم تطبيق جرعات من دواء مونجارو لتخفيف البدانة ومساعدة الأشخاص البدناء على العودة لعملهم بعد بطالتهم.
إذ قال وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن أدوية إنقاص الوزن مهمة جدا للاقتصاد حتى يتمكن الناس من العودة إلى العمل”، وأوضح ستارمر لهيئة الإذاعة البريطانية في إحدى المقابلات هذا مهم للغاية بالنسبة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، لأنه كما قلت مراراً وتكراراً، نعم نحن بحاجة إلى المزيد من الأموال لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، ولكن يتعين علينا التفكير بشكل مختلف.
ووفقاً لهيئة الاستشارات الطبية سيتم طرح دواء مونجارو على مراحل من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وستستهدف الهيئة مبدئياً 250 ألف شخص لإيصال الدواء لهم خلال ثلاث سنوات، وفي النظر إلى معدلات البدانة نجد أنه أكثر من ربع البالغين في المملكة المتحدة يعانون البدانة مع نهاية العام 2023 وفقاً لبيانات الحكومة، وارتفعت النسبة إلى 26.2 بعدما كانت %22.6% في عامي 2015/2016، كما أظهر تقرير لمنظمة الصحة العالمية لعام 2022 أن المملكة المتحدة تضم معدلات بدانة أعلى من كل دولة في الاتحاد الأوروبي باستثناء مالطا.
وفي مقارنة حقن مونجارو بباقي أدوية البدانة، وجد الباحثون أن الذين تناولوا “مونجارو” حققوا خسارة وزن أكبر بكثير من أولئك الذين استخدموا إبر “أوزمبيك” و”ويغوفي” المصنعة من شركة الأدوية الدانماركية العملاقة “نوفو نورديسك”.
وفي الحقيقة، عقار المونجارو الذي تم الموافقة عليه من قبل إدارة الأغذية والعقاقير” (FDA)، قد صُنِع بالأساس لمرضى السكري من النوع الثاني، أي أنه يساعد في تخفيض مستويات السكر في الدم، ويساعد على مقاومة الأنسولين.
إلا أنه وجد الباحثون إمكانية استخدامه في معالجة البدانة وزيادة الوزن، على الرغم من عدم اعتماده بشكل أساسي لهذا الغرض، ولا تزال التجارب السريرية لهذا العقار مستمرة، كما أنه لا يمكن أن يستفيد منه المصابون بالسكري من النوع الأول، وإلى الآن لا يمكن معرفة استخدامات أخرى له غير السكري والبدانة، ولا يمكن توقع ما سيحصل في حال أخذه شخص طبيعي سليم.
مع العلم أن “مونجارو” هو الاسم التجاري، أما الاسم العلمي فهو “تيرزيباتيد” (Tirzepatide) نسبة للمادة الفعالة فيه، ويجب استخدام “مونجارو” مع النظام الغذائي وممارسة الرياضة، ويتم استخدامه مرة بالأسبوع على شكل حقنه يتم أخذها بالعضل، ثم يقوم الطبيب في زيادة الجرعة على دفعات.
كم من الوزن يمكن فقدانه عن طريق عقار المونجارو؟
قالت الدكتورة جانيس جين هوانغ رئيسة قسم أمراض الغدد الصماء والتمثيل الغذائي في كلية الطب بجامعة نورث كارولينا، إن “تيرزيباتيد” يعمل على الهضم البطيء للطعام، وبالتالي لا تفرغ المعدة بسرعة، هذا ما يعطي الشعور بالشبع لفترة أطول، وبالتالي تخفيف الشهية للطعام.
وقد أظهرت الأبحاث التي تم تقديمها في مؤتمر جمعية السكري الأميركية الصيف الماضي، أن المشاركين الذين تناولوا “تير زيباتيد” فقدوا ما يصل إلى 22.5% من وزن الجسم بعد 72 أسبوعا، وهو انخفاض كبير يكاد يكون بنفس فعالية جراحة إنقاص الوزن، كما قال الدكتور روبرت غاباي، كبير المسؤولين العلميين والطبيين بالجمعية.
لكن للدكتور أكشايا سريكانت بها غافاثولا، الذي يدرس “تيرزيباتيد” رأي آخر، إذ وجد أن تناول “مونجارو” قد يؤدي إلى آثار جانبية أكثر خطورة من “أوزمبيك” و”ويغوفي”، فصحيح يساعد على فقدان الوزن بشكل أكبر؛ إلا أنه عادة ما يعاني الأشخاص الذين يستخدمون الدواء من الغثيان والقيء والإسهال وآلام المعدة، وفي حالات نادرة، يمكن أن يؤدي تناول الدواء إلى الفشل الكلوي والتهاب البنكرياس ونقص السكر في الدم ونزيف الجهاز الهضمي.
بينما قال باحثون آخرون أن الهدف من عقار مونجارو ليس فقدان الشهية بشكل كامل، لأن ذلك سوف يؤدي إلى خلل في التمثيل الغذائي وفقر دم شديد، لذا لا بد من محاربة البدانة لكن بطرق واعية تعتمد على نظام غذائي متكامل، ونشاط بدني متمثل بالرياضة.