ثقافة المجتمع البريطاني بين التاريخ والاندماج العربي| أرابيسك-لندن
تابعونا على:

الحياة في بريطانيا

ثقافة المجتمع البريطاني بين التاريخ والاندماج العربي

نشر

في

80 مشاهدة

ثقافة المجتمع البريطاني بين التاريخ والاندماج العربي

ما يميز ثقافة المجتمع البريطاني هو ثراءها التاريخي المتنوع والفريد، فقد شُكلت عبر القرون نتيجة جملة من التطورات الفكرية والسياسية والاجتماعية وهذا ما جعلها خليط من التقاليد العميقة والانفتاح على العالم. هذا التنوع الثقافي جعل من بريطانيا مركزاً ثقافياً مؤثراً. ومع تزايد توافد الجالية العربية شهد المجتمع البريطاني جملة من التحولات الكبيرة ما بين الاندماج العربي بالمجتمع البريطاني والحفاظ على الهوية.

تلك التحولات وصراع الاندماج ساهموا بدورهم في إثراء النسيج الاجتماعي البريطاني عبر عملية التمازج الثقافي (العربي- البريطاني) من خلال الفنون والثقافة وحتى الطبخ في بعض الأحيان ،وعلى الرغم من تحقيق الاندماج في بعض النواحي. إلا أن العرب يبقون محافظين على هويتهم وأصالتهم. وهذا ما يخلق امتزاج ثقافي مجتمعي مميز داخل المملكة المتحدة.

التأثيرات التاريخية على ثقافة المجتمع البريطاني

قد شكل الغزو الروماني الذي بدأ في العام 43 للميلاد، في عهد الامبراطور كلوديوس، نقطة تحول بارزة في التاريخ وثقافة المجتمع البريطاني ونشأتها فقد ترك آثاراً على المشهد الثقافي واللغوي لا تمحى، فهذه الفترة قد شكلت طفرة في الابتكارات والتغيرات التي رسمت مسار المنطقة بشكل عام، فقد تأثرت ثقافة المجتمع البريطاني بالتغييرات الثقافية واللغوية حيث دمجت الكلمات اللاتينية باللغة الانكليزية.

إلى أن أتت “الثورة المجيدة” وكانت نقطة تحول بالنظام الملكي البريطاني في العام ١٦٨٨ فكان لتلك الثورة أثر عميق في تغيير المشهد الثقافي والفكري في بريطانيا، فقد تطورت اللغة الانكليزية بشكل كبير إلى جانب تكوين فهم أعمق للسياسة البريطانية الحديثة.

ثم أتت الثورة الصناعية وأحدثت تغييراً شاملاً في نشوء أشكال جديدة للعمل، وصولاً لبريطانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية وتأسيس دولة الرفاهية ما بعد الحرب.

اقرأ أيضاً: مهرجان ماتسوري يحتفل بالثقافة اليابانية في قلب لندن

الاندماج العربي بين الجماهير والحنين للوطن

تشكل الملامح العربية الفتية جزءاً من عاصمة الضباب وكان لها دور هام في تكوين ثقافة المجتمع البريطاني وتشكيل الوجه الثقافي و العرقي لخريطة المجتمع البريطاني.

فالعربي في لندن يبحث في ضباب هذه البلاد عن ملاذ آمن وسبيل للعيش بعد ان ضاق به رَحب بلاده. فالجميع هنا مغترب يبحث عن شيء ما يكمل له الجزء المفقود من هويته ووجوده في مدينة الضباب.

وحياة شباب المهجر تمر بتحديات عديدة و مخاض إثبات الوجود في مجتمع متنوع، فهناك العديد من الاشكاليات المتعلقة بتحديات الاستيعاب و الاندماج والمواطنة ناهيك عن مشاكل الاندماج بالمجتمع وحواجزها كحاجز اللغة واختلاف انظمة التعليم والتوظيف.

مع أن الحفاظ على الهوية ليس صعباً في بريطانيا بسبب الأعداد الكبيرة من معظم الجاليات والتي تملك حرية ممارسة مختلف النشاطات الثقافية والشعبية بالإضافة للأسواق المفتوحة المتنوعة التي تتميز بها الثقافات والهويات المختلفة، لكن يبقى صراع الهوية والاندماج يمزق فكر شباب العرب في المهجر بين الحنين للوطن و الاستقرار في مكان الإقامة.

 على الرغم من صعوبات الاندماج، تتيح بريطانيا مساحة للتعددية، مما يخلق توازناً فريداً بين الانتماءين العربي والبريطاني.

اقرأ أيضاً: لتشجيع الاستثمار.. لقاء يجمع الجالية المغربية في بريطانيا

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الاندماج الثقافي

أقيمت العديد من  الندوات وورشات العمل التي تناقش تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على اندماج المهاجرين العرب ومن القائمين على تلك الندوات (مؤسسة مايغرييت – Migreat) حيث سلطت الضوء على دور مواقع التواصل الاجتماعي مثل (فيسبوك –  facebook) وشبكة التواصل المهني (لينكد إن – LinkedIn) وموقع تبادل الصور (انستغرام- Instagram) في تسهيل اندماج الوافدين العرب في ثقافة المجتمع البريطاني وتنمية التواصل والحوار بين أبناء الجالية.

ومع مشاركه العديد من الاعلاميين العرب المقيمين في بريطانيا في تلك الندوة لوحظ انه على الرغم من الدور الكبير الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للأنشطة و الثقافة العربية في بريطانيا إلى أنه قليلاً ما يتم تعزيز التواصل بين أفراد الجالية، واذا تم العمل على تعزيز هذا التواصل سيحظى العرب في بريطانيا بفرص عمل كبيرة تسهيلات كثيرة عبر مساعدتهم لبعضهم البعض فذلك سيسهل عملية الاندماج في ثقافة المجتمع البريطاني.

ختاماً، تعتبر ثقافة المجتمع البريطاني من النماذج الفريدة للتفاعل ما بين أصالة التاريخ والانفتاح على الثقافات الأخرى، حيث شكلت عبر العصور مزيجاً من الثراء بدءاً من التأثيرات الرومانية وصولاً للعصر الحديث، ولقد برزت الجالية العربية كجزء هام وحيوي من هذا النسيج، فقد ساهمت هذه الجالية بإرثها  الثقافي والفني والاجتماعي، لتبقى الثقافة البريطانية بمثابة لوحه متجددة  يزينها التاريخ ويرسمها التنوع في آنٍ معاً.

اقرأ أيضاً: استطلاع: هل تفضل الجالية العربية في بريطانيا التسوق من المتاجر العربية أم الانكليزية؟

X