قانون مفاجئ يغير هدف إعلانات الطعام في بريطانيا!
تابعونا على:

الحياة في بريطانيا

قانون مفاجئ يغير هدف إعلانات الطعام في بريطانيا!

نشر

في

256 مشاهدة

قانون مفاجئ يغير هدف إعلانات الطعام في بريطانيا!

في عالمٍ باتت فيه الشاشات تَلتَهمُ أبصارنا وتستحوذ على عقولنا، تتسلّل الإعلانات إلى كل زاوية من زوايا يومياتنا، مؤثرةً بصمتٍ على خياراتنا وتفضيلاتنا، خاصةً لدى الصغار الذين يتعلّقون بكل ما يلمع أمامهم.

لكن هنا، في قلب بريطانيا، تتصاعد دقات القلق حول تأثير تلك الإعلانات على صحة الأطفال وأجسادهم الغضة، لتخرج الحكومة بقانونٍ جديدٍ يهدف إلى كبح جماح تلك الرسائل السريعة التي تغذي السمنة وتغرس عاداتٍ غذائية ضارة منذ الصغر.

اقرا أيضاً: بريطانيا تفرض قواعد جديدة لمكافحة الإعلانات غير القانونية عبر الإنترنت

ففي خطوة جديدة تهدف إلى مكافحة السمنة لدى الأطفال، قررت الحكومة البريطانية فرض حظر على الإعلانات الإلكترونية المروجة للأطعمة غير الصحية اعتباراً من العام المقبل، ويشمل الحظر أيضاً الإعلانات التلفزيونية قبل الساعة التاسعة مساءً، ويبدأ تنفيذه في أكتوبر 2025.

وفي هذا السياق، أكد وزير الصحة البريطاني “أندرو غوين” (Andrew Gwynne) أن هذه القيود ستساهم في “حماية الأطفال” من تأثير الإعلانات التي أثبتت الدراسات أنها تؤثر على تفضيلاتهم الغذائية منذ الصغر.

وتشير الإحصاءات الحكومية في إنجلترا إلى أن أكثر من خُمس الأطفال يعانون من زيادة الوزن أو السمنة عند دخولهم المدرسة الابتدائية، وترتفع هذه النسبة لتصل إلى أكثر من الثلث مع انتهاء المرحلة الابتدائية.

ووفقاً للقواعد الجديدة، سيتم حظر أي طعام يستوفي معيارين أساسيين: الأول، إذا صنف كغير صحي وفقاً لنظام حكومي يعتمد على تحليل مكوناته الغذائية (الملح، الدهون، السكر، والبروتين)، والثاني، إذا كان ينتمي إلى واحدة من الفئات الـ 13 المحددة من قبل الحكومة البريطانية.

اقرأ أيضاً: أين يمكن للأطفال تناول الطعام مجاناً في بريطانيا؟.. إليك قائمة مطاعم الوجبات المجانية

وتشمل هذه الفئات المشروبات الغازية، التي تتضمن كل ما يحتوي على سكر مضاف مثل الكولا والليمونادة، وكذلك العصائر الطبيعية والمخفوقات، والوجبات الخفيفة المالحة مثل رقائق البطاطس والمقرمشات هي أيضاً مشمولة، مع بعض الاستثناءات مثل المكسرات المنكهة، كما تدخل حبوب الإفطار مثل دقيق الشوفان ضمن الفئات المحظورة.

أما الحلويات والشوكولاتة، فتشمل معظم أنواع الحلوى بالإضافة إلى الفشار والعلكة والآيس كريم بجميع أنواعه سواء كان مصنوعاً من الألبان أو البدائل النباتية. الكعك والمخبوزات مثل الفطائر والدونات مشمولة أيضاً، وكذلك البسكويت والحلويات الأخرى.

الخبز الصباحي مثل الكرواسان يدخل ضمن القائمة المحظورة، إضافة إلى الحلويات الباردة مثل الكاسترد والهلام، ويشمل الحظر أيضاً الزبادي المحلى، وكذلك جميع أنواع البيتزا باستثناء العجينة الخالية من الإضافات.

وفيما يخص البطاطا، فسيتم استثناء الأنواع النيئة وغير المقطعة، لكن المنتجات المقلية مثل البطاطا المقلية تخضع للحظر، وأخيراً، تشمل القائمة الوجبات الجاهزة مثل السندويشات والبرغر التي تحتاج فقط لإعادة التسخين.

يُذكر أن هذا الحظر ليس الأول من نوعه، فقد طبقت الحكومة البريطانية سياسات سابقة تهدف إلى تقليل استهلاك الوجبات السريعة والسعرات الحرارية، ففي عام 2009، فرضت قيود على عرض الإعلانات الخاصة بالوجبات غير الصحية خلال البرامج الموجهة للأطفال تحت سن 16 عاماً، كما مُنع استخدام الشخصيات الشهيرة والشخصيات الكرتونية للترويج لهذه المنتجات للأطفال في سن المدرسة الابتدائية.

اقرأ أيضاً: دراسة: ارتفاع تكلفة رعاية الأطفال في المملكة المتحدة خلال العطلة الصيفية

وفرضت ضريبة على المشروبات الغازية في عام 2016، ما ساهم بحلول عام 2019 في تقليل نحو 45000 طن من السكر في المشروبات المباعة في بريطانيا، وفقاً لتقرير صادر عن “هيئة الصحة العامة في إنجلترا” (Public Health England)، وقد أدى هذا إلى تعديل الشركات المصنعة لوصفاتها لتقليل محتوى السكر بهدف خفض الضرائب المفروضة عليها.

وفي نيسان/أبريل 2022، أصبح من القانوني أن تقوم المطاعم والمقاهي التي توظف 250 موظفاً أو أكثر بطباعة عدد السعرات الحرارية على قوائم الطعام. ومنعت المتاجر الكبيرة والمتوسطة الحجم في إنجلترا من عرض بعض الأطعمة والمشروبات غير الصحية في مواقع معينة داخل المتاجر.

يشار إلى أن بريطانيا ليست الدولة الوحيدة التي تسعى إلى فرض قيود على إعلانات الوجبات السريعة، ففي النرويج، سيُحظر التسويق الموجه لمن هم دون 18 عاماً لمنتجات مثل المشروبات الغازية والحلويات والآيس كريم.

وفي البرتغال، قيّدت الإعلانات الخاصة بالأطعمة غير الصحية على التلفاز والراديو خلال الأوقات التي يكون فيها الأطفال دون 16 عاماً جزءاً من الجمهور بنسبة لا تقل عن 25%.

كما أصدر الاتحاد الأوروبي تقريراً في عام 2023 أوصى الدول الأعضاء بتبني قيود على تسويق الوجبات السريعة الموجهة لمن هم دون 18 عاماً عبر جميع المنصات الإعلامية، لكن هذا القرار لم يُعتمد بعد من قبل البرلمان الأوروبي.

اقرأ أيضاً: التضخم في بريطانيا يسجل أعلى مستوى منذ 40 عام.. والأطعمة هي المساهم الأكبر

X