هذا الشتاء يمثل تحدياً كبيراً لـ”شركة الخطوط الجوية البريطانية”، فبحلول نهاية الربع الأول من عام 2025، ستقوم الشركة بإلغاء رحلاتها إلى البحرين والكويت، وتأتي هذه الخطوة في أعقاب قرارها بسحب طائراتها من خدمات دالاس وميامي، واستبدالها برحلات عبر شريكتها في المشروع المشترك، الخطوط الجوية الأمريكية.
كذلك، قامت شركة الطيران بالفعل بإلغاء رحلاتها المباشرة من مطار هيثرو إلى بكين، كما خفضت عدد رحلاتها إلى هونج كونج بنسبة تصل إلى النصف، وقد عزت الخطوط الجوية البريطانية هذا التراجع في شبكتها الآسيوية إلى إغلاق المجال الجوي الروسي، الذي أدى إلى زيادة تكاليف التشغيل.
وفي خطوة أخرى، أعلنت الشركة الشهر الماضي أنها ستؤجل عودتها المنتظرة إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور لمدة لا تقل عن ستة أشهر، إذ كانت تخطط لتشغيل رحلات يومية إلى كوالالمبور باستخدام طائراتها من طراز 787-9 دريملاينر ابتداءً من هذا الشهر، لكن الشركة وجدت نفسها مضطرة لإيقاف بعض هذه الطائرات في انتظار استلام قطع الغيار من شركة رولز رويس لمحركات ترينت 1000.
ومع استمرار مشاكل المحركات التي تواجهها رولز رويس، إضافة إلى تحديات الصيانة المستمرة التي تؤثر بشكل كبير على أسطولها من طائرات إيرباص إيه 380، أعلنت الخطوط الجوية البريطانية أنها مضطرة لتقليص جدول رحلاتها بشكل أكبر.
وبعد مراجعة شاملة، خلصت الشركة إلى أن رحلاتها إلى البحرين والكويت لم تعد قابلة للاستمرار تجارياً، فالبحرين والكويت تفتقران إلى الطلب الكبير على الرحلات الترفيهية، ما جعل إلغاء الرحلات التجارية الثقيلة السابقة لمصلحة تسيير رحلات أخرى موجهة للترفيه خطوة تعكس التغيرات في البيئة ما بعد كوفيد، ومن المحتمل أن القليل من المسافرين على متن HfP سيشعرون بالأسف لفقدان هاتين الوجهتين، بينما سيسعد العديد باستمرار الرحلات الأخرى، مثل تلك التي أعيد تشغيلها مؤخراً إلى بانكوك.
وأثارت خطوة إلغاء هذه المسارات مخاوف من إمكانية تقليص النفوذ العالمي للمملكة المتحدة مع توتر العلاقات مع حلفائها في المنطقة، فالبحرين هي موطن لقاعدة البحرية الملكية في ميناء سلمان.
وتعليقاً على القرار، قالت الخطوط الجوية البريطانية في بيان: “نشعر بخيبة الأمل لأننا اضطررنا إلى إجراء المزيد من التغييرات على جدولنا الزمني حيث نستمر في مواجهة التأخير في تسليم المحركات وقطع الغيار من رولز رويس”.
وأضافت: “لقد اتخذنا هذا الإجراء لأننا لا نعتقد أنه سيتم حل المشكلة بسرعة، ونريد أن نقدم لعملائنا اليقين الذي يستحقونه فيما يتعلق بخطط سفرهم”.
من جانبها، قالت شركة مطار البحرين، التي تدير المطار الدولي الوحيد في البلاد، إنه لم يكن هناك “نقاش” حول قرار الخطوط الجوية البريطانية بإلغاء المسار على الرغم من علاقتها الطويلة الأمد مع مركز السفر.
وقالت الشركة المملوكة للدولة إنها “تشعر بخيبة أمل” بسبب هذه الخطوة لكنها تأمل في “إعادة تقييم” موقف الخطوط الجوية البريطانية وأنها ستنظر في “جميع الخيارات لزيادة سعة الرحلات الجوية وتواترها بين البحرين والمملكة المتحدة”.
بدورها، اعترفت شركة رولز رويس، الشركة المصنعة للمحركات المتضررة، بأن الصعوبات المتعلقة بتوفر قطع الغيار تشكل تحدياً لصناعة الطيران بأكملها، وقد تستمر المشاكل حتى عام 2026، الأمر الذي يؤثر بطريقة واضحة على تخطيط وتشغيل الرحلات الجوية.
إذا كنت تخطط لرحلة إلى البحرين أو الكويت بعد الربع الأول من العام المقبل، فمن المحتمل أنك تلقيت بالفعل بريداً إلكترونياً من الخطوط الجوية البريطانية يُبلغك بإلغاء رحلتك، من المهم أن تعرف أنك تتمتع بحقوق بموجب قانون EU261، الذي يمنحك خيارات متعددة.
فوفقاً لمصادر موثوقة في مجال السفر، يُتاح للأشخاص الذين لديهم رحلات مجدولة بين 1 يناير 2025 و31 ديسمبر 2025 فرصة لتغيير مواعيد رحلاتهم، ومع ذلك، يجب أن تدرك أنك لن تتمكن من المطالبة باسترداد الأموال إلا إذا تم إلغاء رحلتك، يظل الأمر غير واضح بشأن سبب السماح للركاب بتغيير مواعيد رحلاتهم، رغم أن الرحلات بين يناير ومارس ما زالت قائمة من الناحية النظرية.
تشير الإرشادات الحالية إلى أنه يمكنك إعادة الحجز في أي تاريخ متاح مع الخطوط الجوية البريطانية، أو يمكنك اختيار إعادة الحجز على خدمة الخطوط الجوية القطرية ضمن فترة +/- 14 يومًا من تواريخ سفرك الأصلية.
لا بد من الإشارة، إلى أن شركة طيران الخليج والخطوط الجوية الكويتية هما الشركتان الوحيدتان اللتان تقدمان رحلات مباشرة من لندن إلى هاتين الوجهتين، ومع ذلك، لم تعلن الخطوط الجوية البريطانية بعد عن أي خيارات لإعادة الحجز على هذه الخطوط، كما شهدنا مع التأخير في استئناف الرحلات إلى كوالالمبور، قد يكون من الحكمة الانتظار لبضعة أيام لرؤية الخيارات الجديدة التي قد تظهر، بدلاً من التسرع في الاتصال فوراً.
ومن المثير للاهتمام أن الخطوط الجوية البريطانية قد قدمت خدماتها إلى البحرين منذ 92 عاماً، وإلى الكويت منذ 63 عاماً، وذلك قبل أن تُسمى الخطوط الجوية البريطانية بالخطوط الجوية البريطانية، ما يعكس تاريخاً طويلاً من التواصل بين هذه الوجهات.