في مشهدٍ يعكس تصاعد التوترات العالمية، تتعالى التصريحات لتكشف عن الصراع الكبير بين القوى العظمى، فمن قلب لندن، يهاجم السفير الروسي أندريه كيلين بريطانيا بكلماتٍ تصفها بكونها دولة عابثة بخيوط بلاده، وبأنها تشن ضدّها حرباً بالوكالة في أوكرانيا.
وعلى المقلب الآخر في كييف، يقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أطلال مدينته كريفي ريه، يناشد الحلفاء الغربيين لتقديم يد العون، مطالباً بالمزيد من الأسلحة لحماية شعبه من وابل الهجمات الروسية.
المواقف تتعقد في رقعة شطرنج عالمية، فما التفاصيل؟ وهل العالم أمام صراع لا تلوح نهايته في الأفق بعد؟
اتهم السفير الروسي لدى بريطانيا، أندريه كيلين (Andrei Kelin)، الحكومة البريطانية بشن «حرب بالوكالة» ضد روسيا من خلال توفير الأسلحة، معتبراً أن بريطانيا مسؤولة عن «قتل جنود ومدنيين روس»، فيما جاءت تصريحاته خلال مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، توقع خلالها «نهاية أوكرانيا» مع استمرار تقدم القوات الروسية في البلاد.
وأشار كيلين إلى أن المقاومة الأوكرانية تتضاءل بشكل متزايد، مؤكداً أن القوات الروسية تستولي على المزيد من الأراضي يومياً، وأن «نهاية هذه المرحلة ستعني نهاية أوكرانيا»، مشيراً إلى «أن روسيا تسيطر حالياً على نحو 18% من أوكرانيا» إذ تحرز تقدماً بطيئاً ولكنه ثابت خلال العام الماضي على حدّ قوله.
اقرأ أيضاً: هل ستخوض بريطانيا حرباً ضدّ روسيا؟
بالتوازي مع ذلك، جدّد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي (Volodymyr Zelenskyy)، دعوته للدول الغربية لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي بعد الضربات الصاروخية الروسية على مدينة كريفي ريه (Kryvyi Rih) وسط البلاد، حيث أصيب 17 شخصاً وفقاً للمسؤولين الأوكرانيين أول أمس السبت 19 تشرين الأول/أكتوبر، وكشف زيلينسكي أن مدينته تعرضت لقصف أسفر عن إصابة ضابط شرطة ورجل إنقاذ، مع تضرر مبانٍ إدارية وفندق ومرافق تعليمية.
وفي منشور له على منصة “X” (تويتر سابقاً)، قال زيلينسكي إن روسيا استخدمت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 20 صاروخاً من أنواع مختلفة، ونحو 800 قنبلة جوية موجهة، بالإضافة إلى أكثر من 500 طائرة مسيرة في هجمات متعددة ضد أوكرانيا، مضيفاً: «أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من أنظمة الدفاع الجوي والقدرات بعيدة المدى».
وكان زيلينسكي قد دعا مجدداً خلال الأسبوع الماضي لانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو لضمان أمنها، لكن الحلفاء الغربيين أبدوا ردوداً حذرة، حيث اعتبرت موسكو أن الخطة تمثل تصعيداً ودفعاً للناتو إلى «صراع مباشر» مع روسيا.
اقرأ أيضاً: من هم الجواسيس المحتجزون في بريطانيا لصالح روسيا؟
هذا وجاءت تصريحات السفير الروسي بعد بدء تحقيق عام حول وفاة دون ستورجيس (Dawn Sturgess)، التي توفيت في عام 2018 بعد تعرضها لغاز الأعصاب “نوفيتشوك”، والذي يُعتقد أنه كان في زجاجة عطر جرى التخلص منها من قبل عملاء روس حاولوا اغتيال الجاسوس السابق سيرجي سكريبال (Sergei Skripal) وابنته يوليا (Yulia) في مدينة سالزبوري (Salisbury) قبل عدة أشهر من الحادث.
وجرى تحويل التحقيق في وفاة ستورجيس إلى تحقيق عام في عام 2021 وبدأ رسمياً الأسبوع الماضي، وفي بيان للحكومة البريطانية هذا الأسبوع، صرحت بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (Vladimir Putin) قد أمر شخصياً بحادثة التسمم في سالزبوري، التي كان يمكن أن تتسبب في مقتل آلاف الأشخاص.
فيما نفت الحكومة الروسية أي تورط في محاولة اغتيال سكريبال أو تسمم ستورجيس وشريكها تشارلي رولي (Charlie Rowley)، الذي نجا من الحادثة.
اقرأ أيضاً: قائد الجيش البريطاني: سنلجأ إلى التعبئة الوطنية إذا دخلت المملكة في حرب مع روسيا
