إنكلترا تواجه أزمة نقص في الأدوية.. و الصيادلة يطالبون باتخاذ إجراءات عاجلة | أرابيسك لندن
تابعونا على:

الحياة في بريطانيا

إنكلترا تواجه أزمة نقص في الأدوية.. والصيادلة يطالبون باتخاذ إجراءات عاجلة

نشر

في

92 مشاهدة

إنكلترا تواجه أزمة نقص في الأدوية.. والصيادلة يطالبون باتخاذ إجراءات عاجلة

وفقًا لتقرير صادر عن  (Community Pharmacy England – CPE)، فإنّ مئات من الأدوية المختلفة قد أصبحت شحيحة أو غير متاحة على الإطلاق في إنكلترا.

وقد حذر التقرير من أن هذا النقص واسع النطاق وطويل الأمد في كثير من الأحيان يُشكل “مخاطر مباشرة على صحة المرضى ورفاهيتهم” ويُسبب لهم ضيقًا شديدًا.

وقد كشف استطلاع حديث عن التحديات التي يواجهها الصيادلة ومخاطر الإضرار بالمرضى بسبب عدم توفر الأدوية الرئيسية في إنكلترا.

نقص الأدوية في إنكلترا

حذر الصيادلة من أن نقص الأدوية في إنكلترا وصل الآن إلى مستويات حرجة بحيث يتعرض المرضى لخطر الأذى المباشر وحتى الموت.

ويُوصف الوضع بالخطير للغاية لدرجة أن الصيادلة يضطرون على نحو متزايد إلى إصدار “مستحقات” للمرضى ــ أي إخبار المريض بأنه لا يمكن صرف سوى جزء من الوصفة الطبية الخاصة به ومطالبته بالعودة لتصريف بقية الوصفة في وقت لاحق، بمجرد حصول الصيدلي على الباقي.

وقالت جانيت موريسون، الرئيس التنفيذي لـ CPE: “إن تحديات إمدادات الأدوية التي تواجهها الصيدليات والمرضى تتجاوز الحدود الحرجة”.

وأضافت: “يتأثر المرضى الذين لديهم مجموعة واسعة من الاحتياجات السريرية والعلاجية بشكل يومي، ويؤدي هذا إلى الإحباط والقلق ويؤثر على صحتهم.

وأشارت إلى أنه “بالنسبة لبعض المرضى، قد يؤدي عدم حصولهم على الأدوية التي يحتاجون إليها إلى عواقب وخيمة للغاية، حتى أنهم بحاجة إلى زيارة قسم الطوارئ.

ويؤدي نقص الأدوية إلى تأخير قدرة المرضى على الوصول إلى بعض الأدوية الحيوية أو التي قد تنقذ حياتهم في الوقت المناسب”.

وشهدت الأشهر الأخيرة عدم توفر أدوية رئيسية لعلاج مرض السكري من النوع الثاني واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والصرع.

كما شهد العام الماضي نقصًا في العلاج التعويضي بالهرمونات والأدرينالين والمضادات الحيوية.

بدوره، قال جيمس ديفيز، مدير الجمعية الصيدلانية الملكية في إنكلترا: “نقص الأدوية يعطل العلاج لبعض المرضى ويزعزع استقرار صحتهم”.

وأضاف أن شركات تصنيع الأدوية وتجار الجملة والموردين بحاجة إلى التعاون بشكل أوثق مع الوزراء وهيئة الخدمات الصحية الوطنية “لضمان إمدادات أكثر استقرارًا من الأدوية”.

اقرأ أيضًا: ارتفاع تكلفة الوصفة الطبية المقدمة من الخدمة الوطنية الصحية البريطانية (NHS)

واستندت (CPE)، التي تمثل صيدليات المجتمع البالغ عددها 10500 صيدلية في إنكلترا، إلى نتائجها على دراسة استقصائية لآراء أصحاب 6,100 صيدلية و20,00 من موظفيها، واستخلصت:

  • 79% من العاملين في الصيدلة يعتقدون أن نقص الأدوية يعرض صحة المرضى للخطر.
  •  91% من أصحاب الصيدليات شهدوا “زيادة كبيرة” في المشكلة منذ العام الماضي.
  •  وجد 99% من العاملين في الصيدلة أن الدواء غير متوفر أسبوعيًا على الأقل، و72% واجهوا ذلك عدة مرات في اليوم.

ويجد الصيادلة أنفسهم عرضة للإساءة والعداء من المرضى الذين يشعرون بالإحباط والغضب بسبب عدم قدرتهم على الحصول على الأدوية الموصوفة لهم.

وقال فين ماكول، صاحب صيدلية مجتمعية مستقلة في مانشستر: “معظم الناس متفهمون للغاية، لكنهم يشعرون بالقلق والخوف، وحتمًا في بعض الأحيان يتفاقم الأمر ونجد أشخاصًا يهاجموننا”.

وكشف: “في مناسبات يبصق الناس علينا.  لدي موظفين يبكون بشكل مستمر في نهاية اليوم بسبب الضغط الهائل الناتج عن كل شيء.

من جهتها، افادت (CPE)، أن 84% من موظفي الصيدلة تعرضوا للاعتداء من المرضى.

اقرأ أيضًا: اعتباراً من الشهر المقبل: زيادة على رسوم الوصفات الطبية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)

سبب نقص الأدوية في المملكة المتحدة

وقال الخبراء إن مشاكل العرض والتصنيع العالمية تساهم في عدم توفر الأدوية، ولكن موريسون أشارت إلى: “أن انخفاض أسعار الأدوية جعل المملكة المتحدة سوقًا أقل جاذبية للمصنعين وهذا يساهم في تقليل مرونة سلسلة التوريد”.

وفي تقرير، صدر الشهر الماضي، حذر مركز أبحاث (Nuffield Trust) من أن نقص الأدوية أصبح “أمرًا طبيعيًا جديدًا” وأنه يتفاقم بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال مارك ديان، رئيس برنامج خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: “تظهر كل المؤشرات المتاحة تقريبًا أنه منذ عام 2021 شهدنا مستوى لا يمكن تصوره من نقص الأدوية مرارًا وتكرارًا..  فالأزمة تتنقل بين المنتجات والظروف، دون أي علامة على التباطؤ.

وأضاف ديان، أنه في حين أن دول غربية أخرى مثل إيطاليا وألمانيا تعرضت أيضًا لاضطرابات في الإمدادات، فإن “خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يخلق بعض العقبات الإضافية أمام المملكة المتحدة لأن سوقنا الآن منفصل جزئيًا عن مجموعة الإمدادات الأوروبية الأوسع”.

وتشمل الأدوية الأخرى التي لا تزال تعاني من نقص المعروض-  الأنسولين، الذي يحتاج مرضى السكري من النوع الأول إلى تناوله، والشكل السائل من السالبوتامول، والذي يستخدم لمعالجة مشاكل التنفس الخطيرة التي يعاني منها مرضى الربو.

اقرأ أيضًا: علاج جديد لمرض الثعلبة يحظى بموافقة بريطانية ويثير آمال المرضى

X