الصوت العربي مهم في بريطانيا
تابعونا على:

إخترنا لكم

الصوت العربي مهم في بريطانيا

نشر

في

1٬358 مشاهدة

الصوت العربي مهم في بريطانيا

الصوت العربي مهم في بريطانيا

محمد عايش

 

مرة أخرى باتت بريطانيا على أعتاب انتخابات عامة جديدة، بسبب الأزمة التي تسبب بها استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي، الذي جرى في منتصف عام 2016، فيما يتجدد السؤال التقليدي في أوساط الجاليات العربية عن أهمية أصواتهم في الانتخابات وما إذا كانوا مؤثرين أم لا؟

الجواب الأكيد لسؤال (هل الصوت العربي مهم) هو (نعم)، فالبريطانيون العرب مهمّون ومؤثرون، وإن كانوا ما زالوا أقلية في البلاد، على الرغم من أن هذا السؤال يمكن تصنيفه على أنه من بين “الأسئلة الأبدية” ـ كما سماها أحد فلاسفة السياسة- أو أنه بمعنى آخر سؤال جدلي لا ينقطع ولا ينتهي، ولا يمكن التوصل إلى جواب معياري محدد له، بسبب عدم وجود إحصاءات دقيقة، أو تصنيفات تتعلق بالأصوات الانتخابية العربية من غيرها، وبالتالي فإن السؤال يظل مفتوحا.

من المعروف أن الجالية العربية في بريطانيا تضخمت في السنوات الأخيرة، وأصبحت أكثر تأثيرا في الحياة السياسية والانتخابات العامة، كما أن حزب العمال يشهد حراكا ساخنا منذ شهور لإعادة إحياء “المجموعة العربية”، التي ستلعب دورا مهما بكل تأكيد في الحياة السياسية في بريطانيا خلال الشهور والسنوات المقبلة. قبل نحو عشرين عاما كانت التقديرات تشير إلى أن العرب البريطانيين يزيد عددهم عن نصف مليون شخص، والمؤكد أن هذا الرقم يتجاوز حاليا الضعف، بسبب موجة الهجرة واللجوء خلال السنوات العشر الأخيرة، لعرب هاربين من أنظمة القمع التي تحكم بلادهم، إضافة إلى التطور الطبيعي والعوامل الأخرى التي تزيد من أعدادهم. لكنّ الأهم من لغة الأرقام والانشغال بتعداد الأصوات العربية ووزنها الانتخابي هو، أنّ على العرب أن يتكتلوا انتخابيا وأن يندمجوا في الحياة السياسية عبر الأحزاب الكبرى والقنوات الديمقراطية التقليدية، بما يجعلهم أكثر قدرة على التأثير والتعبير عن أنفسهم، ذلك أن حالة “اللامبالاة السياسية” التي يتسم بها الكثير من أبناء الجالية العربية هي التي تؤدي بهم إلى أن يتحولوا إلى “غثاء كغثاء السيل” ويكونوا أقل تأثيرا في الحياة السياسية.

تفتقد الجالية العربية إلى قيادة توحد صفوفها، وتفتقد أيضا إلى مؤسسات تجمعها وتشكل مظلة لها، وأسوأ ما يواجه البريطانيين العرب هو أنهم ما زالوا أسرى لتقسيمات تتعلق بأصولهم، فتارة ينقسمون على أساس طائفي (سني وشيعي أو مسلم ومسيحي)، وتارة ينقسمون على أسس عرقية أو جغرافية، أو أسس تتعلق ببلدان مولدهم أو منشئهم الأصلي، بل يصل الانقسام العربي إلى حد الانقسام تبعا للموقف السياسي، ما يحدث في بلدانهم الأصلية، كما هو الحال بالنسبة للبريطانيين من أصول فلسطينية أو مصرية أو غيرهم.. وهذا ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تفتيت أي تأثير لهؤلاء العرب في الحياة السياسية البريطانية.

كما أنَّ البريطانيين العرب يحتاجون إلى جماعات ضغط تصونُ حقوقهم وتحمي مصالحهم وتقوم بتوجيههم سياسيا، حيث لا يزالُ العرب يفتقدون إلى إعلان موقف موحد يدعم حزبا معينا في الانتخابات العامة، بما يجعل منهم كتلة واحدة تحسب لها الأحزاب حسابا. يحتاج البريطانيون العرب إلى مؤسسات تجمعهم على أساس أنهم بريطانيون، وليس على أي أرضية أخرى، ويتوجب عليهم أن يضعوا جانبا أي اعتبارات أخرى، وعندها سيكون للصوت العربي أهمية أكبر، وستصبح الجالية العربية في بريطانيا أكثر قدرة على التأثير في أي انتخابات، والتواجد بصورة أكبر في الأحزاب الرئيسية الكبرى، وهي الأحزاب التي تضم الكثير من أصحاب التوجهات المساندة للعرب والمؤيدة لقضاياهم، سواء في الداخل أو الخارج.

والخلاصة هنا، هو أنَّ الصوت العربي مهم، سواء كان في الانتخابات المقبلة، أو في الحراك السياسي، أو في عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، أو داخل الأحزاب الكبرى، خاصة حزب العمال الذي يحتاج زعيمه اليساري المتعاطف معنا جيرمي كوربن لكل دعم ولكل صوت، سواء في الانتخابات أو الإعلام أو الشارع. وعليه فهذه دعوة مفتوحة لكل البريطانيين العرب أن يشاركوا بكثافة في الانتخابات العامة المقبلة.

 

 

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X