يزداد نشاط الميتافيرس يوماً بعد يوم، ويراه خبراء بأنه عالم الانترنت القادم، واشتقت منه فيسبوك أكبر شركة للتواصل الاجتماعي في العالم اسم شركتها الأم وهو “ميتا“. فما هو ميتافيرس وما أهميته وكيف يشتري المرء أرضا في هذا الفضاء الجديد؟
الميتافيرس مساحة افتراضية ثلاثية الأبعاد تتيح للمستخدم التفاعل مع غيره من الناس، ومع عناصر رقمية صممت بواسطة الكمبيوتر لكن ورغم كونه عالم رقمي بالكامل إلا أنه يختلف عن الإنترنت.
بنية تحتية واحدة وعالمان مختلفان
الإنترنت وميتافيرس عالمان يعتمدان على بنية تحتية واحد وهي المجال الرقمي لكن في الوقت الذي يمكن فيه للمرء الغوص في الإنترنت بمفرده، فإن جوهر الميتافيرس هو التفاعل مع آخرين.
يقوم الميتافيرس على أساس اشتراك الناس في عالم افتراضي واحد سواء كان ذلك للعمل أو الدراسة أو حتى اللعب.
تجربة ميتافيرس تختلف عن أي محتوى آخر على الإنترنت، فهي تتطور وتتوسع باستمرار، وتوفر فرص استكشاف ومشاركة لا حدود لها.
كيف تشتري الأرض “الافتراضية”
يشرح موقع “انتربرينير” شراء أرض في عالم ميتافيرس في أربع خطوات رئيسية هي فتح “بورصة” لإيداع الأموال بالعملة المحلية وشراء عملات افتراضة مشفرة ثم إنشاء محفظة رقمية للعملات المشفرة وبعدها البحث وشراء العقار.
لكن هل ما يقدمه ميتافيرس هو فعلا جديد أم سبق تقديمه؟
ابتكر نيل ستيفنسون كلمة ميتافيرس في تحفة الخيال العلمي سنو كراش في أوائل التسعينيات، فهو ليس بجديد برمته فقد كان المفهوم حاضرا منذ سنوات وكان لفترة طويلة أحد عناصر استشراف المستقبل.
كانت أولى طفرات الواقع الافتراضي في التسعينيات عندما ابتكرت شركة البقالة البريطانية سينبيري محاكاة لعملية التسوق بالواقع الافتراضي، وكانت العوالم الافتراضية موجودة منذ فترة، خاصة في مجال الألعاب الرقمية في العقود الأخيرة.
كيف يمكنك الوصول إلى ميتافيرس؟
لا توجد وسيلة موحدة للوصول إلى ميتافيرس، فبينما توفر العديد من المنصات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، لا توجد بوابة واحدة يمكن من خلالها الوصول إليها جميعا.
دفع ذلك عددا من شركات التكنولوجيا لتقديم أنشطة مختلفة مرتبطة بعالم ميتافيرس منها الألعاب ومساحات العمل الافتراضية والعقارات وتجارة التجزئة.
منصات مثل روبلوكس، وفورتنايت، وساندبوكس هي مجرد أمثلة قليلة، وغالبا ما يكون الوصول إلى هذه العوالم عبر نظارة الواقع الافتراضي التي تعطي انطباعا للمستخدم بأنه انتقل فعليا إلى البيئة الافتراضية وأيضا بواسطة الهواتف الذكية.
ما زالت شركات التكنولوجيا تعكف على استكشاف المزيد من التطبيقات الموسعة والمبتكرة لميتافيرس، مثل ملاعب كرة القدم افتراضية وحفلات موسيقية، وتجارة التجزئة الافتراضية.
أكثر من مجرد ألعاب
وصف ميتافيرس بأنه صورة موسعة للواقع الافتراضي، وقد كانت الألعاب أول من استوعب الشكل البدائي منه.
من أبرز الأمثلة لعبة فورتنايت على الإنترنت، حيث يتمتع كل مستخدم بشخصية افتراضية خاصة به للتواصل مع لاعبين آخرين، وجمع العملات الافتراضية، وتغيير الملابس، وتنتفيذ مهام أخرى.
سكند لايف مثال آخر قريب لكن ميتافيرس يطور هذا المفهوم من خلال السماح للمستخدم بامتلاك أراض، والزواج باستخدام الصور الرمزية الرقمية.
قطاعات أخرى يقتحمها ميتافيرس
يمكن ميتافيرس بعض الشركات من عقد اجتماعات افتراضية لأعضاء مجالس إدارتها، مع استخدام صور رمزية تمثل نظراء لها من البشر.
تستخدم شركت أخرى ميتافيرس لاستضافة أحداث افتراضية وحفلات موسيقية وعروض أزياء للترويج لمنتجاتها وبيعها بما يشمل المنتجات الافتراضية مثل الأصول الرقمية غير القابلة للاستبدال.
من الممكن أن يحدث ميتافيرس ثورة في قطاع التعليم، إذ يتوقع خبراء أن تبلغ قيمة سوق التعلم الافتراضي الأكاديمي حوالي 270 مليار دولار بحلول 2030.
من المتوقع أن تفيد تقنيات ميتافيرس في قطاعات مثل تدريب المهنيين في مختلف المجالات مثل الطب والطيران والأمن باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز.
قطاعات مشجعة على الاستثمار في ميتافرس
توجه أربعة قطاعات في ميتافيرس تقدم فرصا استثمارية طويلة الأجل وهي الألعاب، والتواصل الاجتماعي، والعمل ، والخدمات المساعدة:
الألعاب: كانت أول لبنة في بناء ميتافيرس، ومن المتوقع أن ينمو عدد نظارات الواقع الافتراضي والمعزز المستخدمة في الألعاب من أربعة ملايين في 2021 إلى 42 مليون بحلول عام 2025.
التواصل الاجتماعي: يتزايد بالفعل الإقبال عليه في عالم الإنترنت، ويشكل جزءا أساسيا من ميتافيرس حيث يبحث الأفراد عن فرص أكبر للتواصل.
العمل: حيث يعمل الموظفون من المنزل ويتواصلون ويتعاونون عبر الإنترنت.
الخدمات المساعدة: هناك عوامل مساعدة لاستخدام تقنيات ميتافيرس مثل التزويد بأشباه الموصلات والبنية التحتية للشبكات والتقنيات التي تسمح بعمل ميتافيرس حول العالم، إلى جانب شركات المدفوعات الرقمية وشركات الأمن السيبراني.
