الميتافيرس.. حين يجد البطل حياةً أفضل في العالم الافتراضي
تابعونا على:

إخترنا لكم

الميتافيرس.. حين يجد البطل حياةً أفضل في العالم الافتراضي

نشر

في

454 مشاهدة

الميتافيرس.. حين يجد البطل حياةً أفضل في العالم الافتراضي

تخيل أن يكون لك نسخة افتراضية مماثلة لك، تمارس الألعاب وتتفاعل مع أصدقائك وتذهب إلى العمل وتحضر الاجتماعات، فكرة رائعة وخيالية، أليس كذلك؟

هذا ببساطة عالم الميتافيرس.

 

الميتافيرس هو نسخة افتراضية من العالم المادي حيث يمكن للأشخاص، الذين تمثلهم الشخصيات الرمزية، ممارسة الألعاب والتفاعل والعمل.

مصطلح “ميتافيرس” ابتكره نيل ستيفينسون قبل نحو 30 عاماً في كتابه “سنو كراش”  Snow Crash)، حيث يجد بطل الرواية حياة أفضل له في العالم الافتراضي.

 

كتب: عدي حسن

 

يتفق معظم خبراء التكنولوجيا على أنه سيغير حياتنا جذرياً، فالميتافيرس كما يقول ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت (Microsoft): “لن يغير الطريقة التي نرى بها العالم فقط، ولكن كيفية مشاركتنا فيه أيضاً، من المصنع إلى غرفة الاجتماعات”.

 

بداية الميتافيرس الحقيقية

جاءت الخطوة الأجرأ لتحويل ذلك الخيال العلمي إلى تقنية حقيقية في أكتوبر عام 2021، عندما أعلنت شركة فيسبوك تغيير اسمها إلى ميتا، وبدأت تستثمر مليارات الدولارات لتحويل نفسها إلى شركة تركز بالأساس على تطوير ميتافيرس.

توظف شركة “ميتا” (Meta) بقيادة مارك زوكربيرغ حالياً نحو 10 آلاف شخص في مشروع الميتافيرس وخصصت 10 مليارات دولار لإنفاقها هذا العام وحده على هذا المشروع، وتولي أيضاً شركات عالمية كبرى مثل أمازون وآبل وغوغل ومايكروسوفت وانفيديا، اهتماماً غير مسبوق في التحضير للميتافيرس، فتعيد تنظيمها الداخلي وكتابة أوصاف الوظائف المناسبة لحقبة الميتافيرس، وتستعد لإطلاق منتجات بمليارات الدولارات ملائمة لهذه الحقبة.

 

الميتافيرس في منطقة الشرق الأوسط

أشارت دراسةٌ حديثة إلى أن تكنولوجيا الميتافيرس يمكن أن تؤثر على اقتصادات المملكة العربية السعودية ومصر أكثر من غيرها بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمساهمةٍ مجتمعةٍ قدرها 60 مليار دولار، بحلول عام 2035.

ووفقًا للتقرير الجديد الذي تم إعداده بالتعاون بين شركة ميتا (الشركة الأم للفيسبوك) وشركة الاستشارات ديلويت، من المتوقع أن يسهم الميتافيرس بشكلٍ كبيرٍ في النمو الاقتصادي للمملكة العربية السعودية ومصر. وتشير التقديرات إلى أنه بحلول منتصف العقد المقبل، قد يتراوح تأثير الميتافيرس على الناتج المحلي الإجمالي للسعودية بين 20.2 مليار دولار و38.1 مليار دولار. وفي الوقت نفسه.

حيث صرح فارس العقاد، المدير الإقليمي لشركة ميتا في الشرق الأوسط وأفريقيا: “سيكون الميتافيرس بمثابة كوكبة من التقنيات والمنصات والمنتجات تقوم ببنائها مجموعة واسعة من الشركات، والتي يمكن أن تفتح الباب أمام عوالم جديدة من الفرص الإبداعية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحول العالم”

وأشار التقرير أيضاً إلى أن الأشخاص والجهات التي تتبنى الميتافيرس بشكل مبكر، مثل السعودية التي تستثمران بشكلٍ كبيرٍ في بناء البنية التحتية المطلوبة، ستحظى بميزة تنافسية في هذا المجال،على الرغم من أن الميتافيرس لا يزال في مراحله الأولى.

 

الميتافيرس والسعودية

في المملكة العربية السعودية، تعد الاستفادة من إمكانات الميتافيرس جزءاً من تحولها الرقمي في إطار أجندة رؤية 2030، كما تخطط المملكة للاستفادة من التكنولوجيا لدعم ملف استضافة معرض إكسبو 2030.

في فبراير كشفت شركة ميتا عن إطلاق أول أكاديمية للميتافيرس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الرياض، والتي باشرت أعمالها في الأول من مايو، ويهدف المركز الجديد بشكل رئيسي إلى بناء نظام بيئي للميتافيرس من خلال تدريب 1000 فرد على الاستفادة من هذه التقنيات الناشئة خلال الـ 18 شهراً الأولى.

وعلى الرغم من أن الميتافيرس لا يزال يتطور بالنسبة للعديد من البلدان لإدخال وسائل للاستفادة من إمكاناته، فإن مساهمة التكنولوجيا الناشئة في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي قد تصل إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2030، وذلك حسبما تقترح بيانات من &Strategy.

تتصدر المملكة العربية السعودية القائمة، ومن المتوقع أن تمثل أكثر من نصف الرقم الإجمالي، أي حوالي 7.6 مليارات دولار، تليها دولة الإمارات العربية المتحدة التي من المتوقع أن تكسب 3.3 مليارات دولار. وقد أوضحت الشركة الاستشارية أن هذا التقدير يعكس البرامج الصارمة التي سنّها أكبر اقتصادين في العالم العربي للاستفادة من الميتافيرس.

ووفقاً لدراسة حديثة أعدتها مجموعة بوسطن الاستشارية العالمية تحت عنوان: “خلق واقع جديد: ميتافيرس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا”، أظهرت السعودية استعداداً كبيراً للاعتماد على تقنية الميتافيرس في مختلف المجالات والقطاعات.

وتوقعت هذه الدراسة أن تشكل تقنية الميتافيرس مستقبلاً واعداً في المملكة، وأن تجذب استثمارات ضخمة، خلال الفترة المقبلة.

وأشارت إلى أن هناك 60% من البالغين في المملكة على دراية ومعرفة واسعة بمفهوم العوالم الافتراضية، وأن 78% من السكان لديهم مهارات جيدة في التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهو ما يسهل مهمة التوجه نحو الميتافيرس.

كما جاءت السعودية، في استطلاع رأي أجرته شركة أبحاث السوق إبسوس – Ipsos في شهر مايو من العام الماضي، بصدارة الدول المهتمة بالميتافيرس، حيث احتلت المركز الرابع بعد الصين والهند وبيرو.

وأشارت هذه الدراسة إلى أن ثلثي المشاركين في هذا الاستطلاع بالمملكة، لديهم مشاعر إيجابية وتوقعات مشرقة بشأن هذه التقنية.

 

اهتمام السعودية بتقنية الميتافيرس

أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عبد الله السواحة، في شهر فبراير من العام الماضي، عن إطلاق استثمارات بقيمة 6.4 مليار دولار في تقنيات المستقبل، ومن بينها تقنية الميتافيرس، وذلك في إطار حرص الحكومة على تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وشملت هذه الاستثمارات توجيه نحو مليار دولار من قبل شركة نيوم التقنية الرقمية التابعة لمشروع نيوم، الذي يتبناه ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لدعم استخدامات الميتافيرس وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

كما قامت شركة نيوم التقنية بتغيير اسمها إلى تونومس – Tonomus، لتكون متواجدة في العالم الافتراضي.

و أعلنت شركة النفط السعودية المملوكة للدولة “أرامكو”، عن استثمار مليار دولار في صندوق رأس المال الاستثماري – Prosperity 7 Ventures، وذلك لدعم تقنيات الجيل التالي مثل البلوك تشين والميتافيرس وغيرها.

 

الميتافيرس.. حين يجد البطل حياةً أفضل في العالم الافتراضي

أحد مشاريع الميتافيرس في السعودية، الحج بتقنية الواقع الافتراضي

مشاريع الميتافيرس في السعودية

شهدت السعودية خلال الأشهر الماضية، الإعلان عن العديد من المشاريع الجديدة، التي تدعم توجه المملكة نحو الميتافيرس، أهم هذه المشاريع:

  • منصة ميتافيرس لتثقيف الحجاج: تقوم هذه المنصة، باصطحاب المستخدمين في رحلة افتراضية لتعريفهم بمناسك الحج خلال ثلاث دقائق فقط وبدقة عالية للغاية.
  • منصة XVRS: وهي منصة ميتافيرس إدراكية ثلاثية الأبعاد، قائمة على التوأمة الرقمية. وتجمع منصة XVRS بين عالم نيوم المعماري الواقعي والرقمي، وذلك لتحقيق التكامل بين العالمين المادي والافتراضي.
  • أول خدمة ميتافيرس سكنية: وهي أول منصة ميتافيرس خاصة بقطاع الإسكان في المملكة، تحت عنوان: “سكني ميتافيرس”. وتهدف هذه المنصة إلى التوسع في مجالات خدمة المواطنين، وتحسين تجربة تملك المسكن دون الحاجة للزيارات الميدانية.
  • مدينة ثقافية افتراضية في الميتافيرس: يهدف هذا المشروع إلى إتاحة تداول المنتجات والخدمات الثقافية، ونشرها بصورة رقمية بحتة، بالإضافة إلى خلق تجربة كاملة من التفاعل المعرفي والثقافي بشكل جذاب ومبهر.
  • مبادرة لمس الحجر الأسود افتراضياً: في شهر ديسمبر من عام 2021، وبالتحديد خلال جائحة كوفيد-19، أعلنت سلطات إدارة المقدسات الإسلامية في السعودية، عن إطلاق مبادرة تحت عنوان: “الحجر الأسود الافتراضي”؛ وذلك لإتاحة لمس الحجر افتراضياً عبر تقنية الواقع الافتراضي – VR.

 

أكدت دراسة أعدتها مجموعة بوسطن الاستشارية على أنه من المتوقع أن يشكل الميتافيرس مستقبلاً واعداً، وأن يجذب المزيد من الاستثمارات الضخمة في المملكة.

وبالتالي فمن المتوقع أن تلعب هذه التقنية الثورية دوراً كبيراً في تغيير شكل الحياة بالسعودية، خلال السنوات القليلة المقبلة، فالاهتمام بتقنية الميتافيرس والتوجه غير المسبوق نحوها لم يشمل الحكومات والشركات والمستثمرين فقط، بل امتد ليشمل أيضاً المواطنين ليتم من خلالها ممارسة كافة الأنشطة اليومية، مثل العمل والتعلم والتسوق والتنزه وغيرها.

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X