صناعة السيارات الكهربائية بالسعودية ستلعب دوراً مهماً في تحقيق رؤية 2030
تابعونا على:

السعودية

صناعة السيارات الكهربائية بالسعودية ستلعب دوراً مهماً في تحقيق رؤية 2030

نشر

في

272 مشاهدة

صناعة السيارات الكهربائية بالسعودية ستلعب دوراً مهماً في تحقيق رؤية 2030

تشهد صناعة السيارات الكهربائية في السعودية نمواً متسارعاً في السنوات الأخيرة، حيث تعتبر السيارات الكهربائية حلاً مستداماً وبديلاً نظيفاً عن السيارات التقليدية التي تعتمد على الوقود الأحفوري.

وفي الوقت الذي تتزايد فيه مبيعات السيارات الكهربائية في المملكة وتزدهر شبكة شحن المركبات الكهربائية، أنفقت الرياض مليارات سعياً للتحول إلى مركز لصناعة السيارات الكهربائية والتغلب على عقبات نقص البنية التحتية والكفاءات والمواد الخام، والانضمام للسباق العالمي وجني ثمار الصناعة الناشئة.

الخطط والتطورات المستقبلية

تعتبر السيارات الكهربائية في السعودية جزءا من رؤية المملكة 2030 للتحول الاقتصادي والتنمية المستدامة.

وفي هذا الإطار، تم إطلاق عدة مبادرات لتعزيز استخدام وانتشار السيارات الكهربائية في السعودية.

في عام 2019، أعلنت شركة أرامكو عن خطة لبناء شبكة شحن كهربائية في المملكة تضم 10 آلاف نقطة شحن.

هذه الشبكة ستدعم توسع استخدام السيارات الكهربائية في المملكة وتحسين بنية التحتية اللازمة لها.

بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق برنامج “سعودي جرين” الذي يهدف إلى تعزيز استخدام السيارات الكهربائية في السعودية.

و يشمل هذا البرنامج توفير تسهيلات مالية وتخفيضات على رسوم التسجيل والتأمين لأصحاب السيارات الكهربائية.

وفي عام 2020، أعلنت الحكومة السعودية عن خطة لتطوير صناعة السيارات الكهربائية في السعودية.

و ستشمل هذه الخطة بناء مصانع لتصنيع وتجميع السيارات الكهربائية، وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع المستدام.

من المتوقع أن يزداد انتشار السيارات الكهربائية في المملكة في السنوات المقبلة، مع توفر المزيد من خيارات الشراء وتحسين بنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية.

ومع تطور التكنولوجيا وتقدم البطاريات، ستزداد قدرة السيارات الكهربائية على المنافسة مع السيارات التقليدية في مجال الأداء والمدى.

علامة تجارية

وضمن خطة أوسع تطمح لتقليل اعتماد اقتصاد المملكة على إيرادات النفط، استثمرت الرياض ما لا يقل عن 10 مليارات دولار في شركة لوسيد لصناعة السيارات الكهربائية، ومقرها الولايات المتحدة، كما أطلقت علامتها التجارية الأولى لصناعة السيارات الكهربائية “سير”، وأنشأت مصنعا لمعادن بطاريات السيارات الكهربائية.

ويستهدف صندوق المملكة السيادي المعروف باسم صندوق الاستثمارات العامة -الذي تتجاوز قيمة أصوله 700 مليار دولار- إنتاج 150 ألف سيارة كهربائية سنويا بحلول عام 2026، ثم 500 ألف سيارة كهربائية سنويا بحلول 2030.

ومع ذلك، تمكن مصنع السيارات الوحيد في المملكة الذي افتتح في سبتمبر/أيلول 2023، من إعادة تجميع مكونات نحو 800 سيارة قادمة من ولاية أريزونا بحلول ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ميزات نوعية

تمتلك المملكة العربية السعودية الموارد ورأس المال والإرادة للتحول إلى انتاج السيارات الكهربائية ومكوناتها وفي طليعتها انتاج بطاريات الشحن، وهذا هو بالضبط ما ينقص العديد من الشركات والبلدان.

وهي تستخدم الآن ميزتها الخاصة بسعر النفط والطلب لإجراء تحول يكافح الآخرون لتحقيقه، كما أوردت وكالة “بلومبيرج”.

وفي حين يلوح نقص الموارد في الأفق وتحاول الشركات تأمين موارد باهظة الثمن في محاولة لتوسيع نطاق التصنيع، استقطبت المملكة العربية السعودية عمال مناجم الليثيوم وصانعي البطاريات لبدء العمليات، وسد فجوة مهمة.

وتريد الدولة أن تكون 30% من السيارات على طرق عاصمتها كهربائية بحلول نهاية هذا العقد.

كما أن الموقع الجغرافي للسعودية يعزز توجهها في صناعة السيارات الكهربائية، ما يسمح لها بتزويد أوروبا والحصول على موارد من الصين وأستراليا.

وبدأت المملكة في تقييم وإصدار تراخيص التعدين بسرعة للاستفادة من مواردها المعدنية، بقيمة محتملة تقدر بـ 1,3 تريليون دولار.

مستقبل واعد

لا شك أن مستقبل السيارات الكهربائية في المملكة واعد جدًا،  فإلى جانب التزام الحكومة بتحقيق رؤية 2030 والانتقال إلى مستقبل أكثر استدامة، يوجد العديد من العوامل التي تدعم نجاح هذه التقنية في السعودية.

لعل أبرزها تزايد الوعي بقضايا البيئة وتغير المناخ في المملكة حيث يشعر المزيد من الأفراد بالحاجة إلى تقليل انبعاثات غازات الدفيئة والاعتماد على مصادر طاقة نظيفة. وهذا يجعل السيارات الكهربائية خيارًا مثاليًا للتنقل.

والأمر الثاني هو تزايد عدد نقاط الشحن في المملكة، مما يجعل استخدام السيارات الكهربائية أكثر سهولة وملاءمة.

بالإضافة إلى ذلك، توفر الحكومة التسهيلات والمزايا لأصحاب السيارات الكهربائية مثل رسوم التسجيل المخفضة والإعفاء من رسوم التأمين.

وأخيرًا، يشهد قطاع صناعة السيارات الكهربائية نمواً مستمراً وتطوراً في جميع أنحاء العالم.

وهذا يعني أن هناك المزيد من الخيارات والتقنيات المتطورة التي ستصل إلى السوق السعودية في المستقبل.

باختصار، يمكننا القول أن السيارات الكهربائية ستلعب دورًا مهمًا في تحقيق رؤية 2030 وتحقيق استدامة بيئية في المملكة العربية السعودية. ومع تطور التكنولوجيا وزيادة الوعي، ستزداد شعبية هذه السيارات وتصبح خيارًا أكثر انتشارًا بين المواطنين.
.

X